الوحدة 10-6-2023
يتمتّع باص النقل الداخلي بشهرة واسعة النطاق، خاصة عندما أصاب واقع النقل بشكل عام أزمات متتالية أرهقت الكثيرين وخاصة الركّاب خارج نطاق المدينة، لكن الوضع مختلف داخل طرقاتها وخطوطها، فقد أصبحت الباصات تعجّ بركّابها من مختلف الأعمار ، الركّاب وقوفاً أضعاف الجالسين، وكلٌ يحمل الكثير من الأفكار والمشاعر خلال تلك الرحلة، أمّا المزاج الخاص بالسائق فهو محور الحديث، وعلى الغالب ينعكس على ما يقدّمه للركّاب (قسراً) من موسيقا غالبيتها صاخبة بدون هوية تستعجل الكثيرين للنزول، حيث أن قلّة قليلة من الركّاب يظهر التأييد والقبول بهذا الخيار، أمّا الغالبية فهم في ذروة الرفض والامتعاض، لأن المزاج العام للركّاب يستهجن الأصوات المرتفعة وخاصة من الواقفين وأيديهم معلّقة فوق رؤوسهم خشية السقوط، فلماذا لا تكون الموسيقا الهادئة هي عناوين تلك الدقائق المتعبة؟
إذ أنه من الأجدى التخفيف من الصخب والضحيج الذي يُرهق الأسماع والمشاعر العامّة للركّاب. وعلى الطرف الآخر يتشابه المشهد، فإن الكثير من سائقي السرافيس الصغيرة يحملون نفس العلامات الموسيقية، وهم يفرضون على الجميع هذا النوع من الأجواء الموسيقية الصاخبة.. بالنهاية فإن للسائق الحرية الشخصية الكاملة بتسلية وقته الطويل خلف المقود، لكن بصوت محدود، وهنا نجد أن المعايير السمعية تختلف من شخص لآخر.
سليمان حسين