الوحدة : 4-6-2023
شاعرة من جبال الدّالية الّتي تشعّ جمالاً وألقاً وإبداعاً، نشأت وترعرعت في بيئةٍ تشبهها بمحبّة الآخرين ودعمهم.
وقفة مع الشاعرة سوسن في صحيفتنا..
* الشاعرة سوسن من الداعم لك منذ البداية ؟
– لوالدتي الأثر الكبير في طريقة تفكيري وأمّا الدعم الأهم منذ الصّغر نشر قصائدي في مجلّة الحياة الّلبنانيّة من خلال والدي، وكانت أجمل شهادةٍ من الصّحافة العربيّة عندما عُيّنت مسؤولة القسم الثّقافيّ من قبل مدير تحريرها الأستاذ سليمان إبراهيم القطريب.
* الشَّعر لغة الطّبيعة والحياة بها نحاكي كلّ الطّقوس المحيطة بنا بإيجابيّاتها وسلبيّاتها، فكيف تراه الشّاعرة الأديبة سوسن؟
– إنّي أرى في الشِّعر فسحةً سماويّةً في زمن الوجع والألم والحزن وإيجابيّاته كثيرةٌ وما هو سلبيٌّ أبتعد عنه، كما أنّني أحاول تجنّب النّقد إذا لم يُطلب رأيي تفادياً للحساسيّات في هذا السّياق.
* كما علمتُ أنت مدرّسةٌ لّلغة العربيّة فكيف تتعاملين مع طلّابك، وأيّ رسالةٍ تريدينها أن تصل إليهم؟
– أحبّ طلابي كثيراً وأعاملهم بمحبّةٍ واحترامٍ كبيرين، وتقديري عندما أراهم في مراتب عالية.
ومهنة التّعليم مهنةٌ تربويّةٌ إنسانيّةٌ تثقيفيّةٌ لذلك تراني آخذ معهم دور الأمّ والمرشدة والمعلّمة كما أنّني أخصّص مكافأةً للّذي يتميّز منهم وأدعم نفسيَّاً وتعليميًّاً كلّ من لا يحبّ الّلغة ويستصعبها حتّى يقع في عشقها وتزول صعابها أمامه.
* ما نوع الشِّعر الّذي يجذبك أكثر ويأخذ منك جلَّ اهتماماتك وأيّ نوعٍ من أنواع الشِّعر تكتبين؟
– يجذبني من الشِّعر ما يحويه من قصّةٍ أو عبرةٍ أو حكمةٍ وأحبّ ما كان منه جميلاً عذباً رقراقاً متأمّلةً في معانيه وواقفةً عند مراميه وغائصةً في مفرداته، فأتلذّذ بقراءة السّيّاب متألّمةً متوجّعةً كما لو كنت أنا من كتب قصائده، وأنادم الجواهريّ وأطرب لبدوي الجبل كأنّني أنا من قلت ما قالاه من شِعرهما الجزل الفخيم وهنا أستطيع القول: إنّ الشِّعر أنا وهو دنياي الأحبّ الأشهى بجميع أشكاله ومختلف أنواعه.
* هل لديك دواوين ؟ ومتى تمّ إصدارها؟
– نعم لديّ من الدّواوين الآن واحدٌ، فقد تمّ إصدار مجموعتي الشِّعريّة الأولى في عام 2022 من خلال دار دال للثّقافة والنّشر. وآمل إصدار دواوين أخرى في المستقبل.
* ما رأيك بالملتقيات الأدبيّة ؟وهل هي قادرةٌ على إيصال رسالتها كما هو مطلوبٌ منها؟
– إنّ الملتقيات الأدبيّة هذه قد اشتركت بالعديد منها وهي مثلما أراها صلة وصلٍ لا يستهان بها مع المستمع المتلقّي وما هو جيّدٌ أصيلٌ أتابعه بكثيرٍ من الاهتمام والشّغف وما يعجبني منها فإنّي أستمرّ فيها متابعةً نشاطاتها وأعمالها، و أحبّ المشاركة في كلّ الملتقيات السّوريّة الرّاقية الّتي تهدف لجعل الكلمة سلاحاً فعّالاً في وجه الجهل والتّخلّف وصولاً إلى ما يؤمل من التّحديث وإرسال زخّات الأمل غزيرةً متدفّقةً.
* ما هو دور المراكز الثّقافيّة حيال الشِّعر والشّعراء؟ وهل هناك فرقٌ بين منابر الملتقيات وبين منابر المراكز الثّقافيّة؟
– لا ريب في أنّ المراكز الثّقافيّة تظلّ منارةً مشعّةً للشّاعر والمتلقّي معاً، ولكلّ من يبحث عن الجمال جاعلاً إيّاه هدفاً أساسيّاً له،ولست أجد فرقاً كبيراً بين الملتقيات والمراكز الثّقافيّة سوى أنّ المراكز الثّقافيّة تحاكي الكلّ وتخاطبهم بينما الملتقيات الثّقافيّة محورها وهدفها بعض الأفراد، والأفراد هم الكلّ إن اجتمعوا معاً وتلاقوا فيما بينهم.
* من هو الشّاعر الحقيقيّ برأيك؟
– إنّ الشّاعر الحقيقيّ في نظري هو ذلك الّذي يلتزم قضيّةً كبيرةً ما مدافعاً عنها بكلّ ما أوتي من قوّةٍ وعزيمةٍ وإصرارٍ، مع الحرص على أن يكون مثالاً يحتذى به، ويمتلك القدرة على أخذ قرّائه نحو مرافئ الأمل والتّحدّي.
* وعن البدايات؟ منذ متى بدأت خيوط النّور الأدبيّة تطلق بريقها؟
– دائماً وأبداً ثمّة نورٌ يأتينا منبثقاً مغيّراً حياتنا نحو الأفضل والأرقى، فعندما كنت أنشر في جريدة الأخبار الّتي مازلت أفخر بها حتّى الآن وبمدير الصّفحة الثّقافيّة فيها حينما شجّعني قائلًا لي: لا أحد يمكنه أن يكتب هذه العبارة المتميّزة إلّا سوسن إبراهيم
/صلاتهم كالزّجاج / و/يقصف الشّوق والحنين/ فاكتبي لا تتوقّفي.
كنت حينها أمشي صوب الشّمس والنّور يشعّ من جنبات قلبي..
رحمك الله أستاذي عبد الرزاق داغر الرشيد الّذي له عليّ فضلٌ لا يُنسى وأثرٌ طيّبٌ كبير لا يمحوه تعاقب الأعوام.
* مَن من الشّعراء استوقفك شِعره، وكان بمثابة القدوة لك؟
– كثيرون لكنّ أهمّهم عندي هو القس جوزيف إيليا لأنّه يخاطب الوطن الّذي لم ينسه على الرّغم من ابتعاده عنه مضطّراً بروحٍ ملأى بالشّوق والحنين والحبّ وقصائده أكثر من أن تحصى في هذا المضمار لعلّ أوجعها قصيدته أنا الغريب الّتي يختمها بقوله:
أنا الغريبُ وموتي ها هنا وجعي
ربّاهُ إنّي أريدُ الموتَ في وطني.
معينة أحمد جرعة