الوحدة : 2-6-2023
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان صورة العربي في السينما والإعلام الغربي قدمها الكاتب والإعلامي حسن م يوسف، بدأها قائلاً: الذين يروون القصص يحكمون المجتمعات، أحد أقوال افلاطون التي استوقفتني كموضوع لهذا اللقاء، وأضاف: الشيء المقلق وغير الجديد شيطنة الغرب للإنسان العربي على وجه الإطلاق، وقد اتكأت في معالجة هذا الموضوع على الأمريكي جاك شاهين من أصل لبناني الذي درس تاريخ هوليوود وألف كتاباً باسم عرب السينما الأردياء كيف تشوه هوليوود شعبنا، وذلك بعد أن درس حوالي 1100 فيلم أمريكي بدءاً من فيلم الشيخ عام 1921 حتى ما قبل أحداث أيلول، وبعد أحداث أيلول كتب كتاباً تناول الأفلام التي تحدثت عن أحداث 11 أيلول، ولم أكتفِ بتقديم الصورة السلبية بل تحدثت عن أشخاص غيروا موقفهم من العرب ومنهم رسام الكاريكاتير أوليفنت، حيث رسم كاريكاتيراً مؤثراً جداً مؤيداً لغزة، أيضاً تحدثت عن سيدة ألمانية وهي الباحثة زغريد هونكة التي حاولت تقديم صورة متوازنة عن الإنسان العربي، فألفت كتاباً بعنوان شمس العرب تسطع على الغرب، قدمت في هذا الكتاب الأفكار السلبية السائدة عن العرب في أذهان الغربيين الذين ينكرون أي فضل علمي أو ثقافي للعرب، كما توقفت عند أهم منجزات العرب العلمية والفنية والأدبية والحربية وبينت بالدليل العلمي الملموس أصالة تلك الإنجازات والدور الهام الذي لعبته في سياق التطور الإنساني العام، وترى هونكة أن علاقة الغرب بالعرب على درجة من الاضطراب والتشوش بحيث لا تشاهد مثيلاً لها مع أي شعب من الشعوب الأخرى، وقبل وفاتها ألفت كتاباً آخر بعنوان الله ليس كما يزعم الغرب، حتى في السينما حاولوا تقديم صورة متوازنة للعربي كفيلم مملكة السماء، واستشهدت بالعديد من الأفلام التي كانت غايتها تشويه العرب، وأضاف: اليوم صورة العربي أكثر تشوهاً وينظر إليه كخلية نائمة أو إرهابي ينتظر الأوامر، وأكد أن الإعلام له الدور الأكبر وبالدرجة الأولى السينما وذكر أمثلة موثقة من الإعلام كيف يتناولون العربي؟ ثم قال: بالنسبة لصورة العربي قبل السينما التي ولدت 1895 ففي فيلم الشيخ دارت الأحداث التي تقول إن العربي لا يستحق الحب وهذا أول فيلم إنتاج عام 1921 أي قبل أن تنطق السينما بسبع سنوات لأن السينما نطقت 1928.
وقال أحد النقاد إن الحكومة الأمريكية لها اليد الطولى في جعل هوليوود ترسل لجمهورها هذه الصورة السلبية لهذا الجزء من العالم ولمعظم الناس الذين يعيشون فيه، ويقول شاهين: (إن صناعة السينما سياسية، فتجريد الأنماط من إنسانيتها في السينما والتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى يساعد في دعم سياسات الحكومة، وهذا ما يسهل على المنتجين توليد وتعزيز المزيد من الأنماط).
وختم قائلاً: المخرج الوحيد أن يصنع العرب صورتهم بأنفسهم ولكي يتمكنوا من ذلك لابد أن يتحولوا في بلدانهم من مجرد رعايا إلى مواطنين.
بعدها كان هناك مداخلات من الحضور أجاب عليها الكاتب والإعلامي حسن م يوسف.
رنا ياسين غانم