الوحدة : 2-6-2023
التقى الأدباء والشعراء والمهتمون في قاعة ملتقى عشتار الثقافي للاستماع إلى محاضرة الدكتور أحمد مبارك الخطيب، حيث قدمت إعلامية الملتقى الأستاذة منيرة أحمد نبذة عن سيرة الدكتور الذاتية، ثم قدم الدكتور محاضرته “المتنبي في اللاذقية” قائلاً : اللاذقية الجميلة التي تتوسط بين البحر والجبل في بهاء قل نظيره، تسحر القادمين إليها، وتترك في نفس زائرها أثراً محفوراً في الذاكرة، وعصياً على النسيان. فكيف يكون الأمر حين يكون زائرها المتنبي! الشاب الذي لم يكن قد تجاوز العشرين من عمره، والشاعر الذي سوف تتناقل قصائده فيها الأوساط الأدبية في العالم العربي كله في ذلك الحين.
ثم أضاف: وفد أبو الطيب إليها، وكان يظن أن مروره فيها سيكون عابراً، فإذا به على موعد مع إقامة أطول مما توقع، إذ أقام بها سنتين تقريباً، وهي أطول مدة أمضاها في أية ولاية أخرى قبل ذلك.
ويتابع قائلاً : وصلها أبو الطيب بعد أن تنقل في مناطق عدة من بلاد الشام، القادم إليها من بغداد، حيث مدح عدداً من الأمراء والشخصيات الأخرى، باحثاً عن إمارة يقودها أمير عربي شجاع وكريم ومغرم بالثقافة والشعر، فلم يجد ضالته بعد، بل إنه اصطدم بأكثر من وال، وخرج غاضباً من عندهم. ولعله عرف أن في اللاذقية إمارة عربية صريحة من تنوخ قضاعة، لا تخضع للأجانب الذين كانوا قد سيطروا على أجزاء كبيرة من الدولة العباسية الضعيفة والمنهكة.
كان يحكم اللاذقية حين وفوده إليها الأسرة التنوخية التي استمرت في حكمها مئة وخمساً وعشرين سنة. وما يقال عن قلة التفاصيل عن المتنبي في هذه الفترة، يمكن أن يقال أيضاً عن الدولة التنوخية، فالأخبار والمعلومات عنها قليلة، تشكل ثغرة في هذه الدراسة، رغم أن معلومات متواترة تفيد أن الأسرة التنوخية ليست أسرة طارئة، بل هي ضاربة جذورها في التاريخ.
وبعد الكثير من التفاصيل في هذه المحاضرة القيمة بدأت المداخلات تتوالى، وأول من تحدث الأستاذ الأديب والمحامي يحيى زكريا، وتلاه
الدكتور الباحث هاشم عثمان، والأستاذ مالك معروف، ثم الأستاذ أحمد منون، وأثرت الأديبة الأستاذة مناة الخير المحاضرة بمداخلتها، وكذلك الأستاذة بثينة الخير، وأشجى الأستاذ علي طراف أسماع الحاضرين بقصيدة كتبها عن المتنبي، وكان مسك الختام مع الدكتور جليل البيضاني، وأجاب الدكتور أحمد مبارك الخطيب عن تساؤلات الحاضرين بسعة صدر وعمق معرفة.
د.رفيف هلال