الوحدة: ٣١-٥-٢٠٢٣
مرّت قرابة خمس سنوات على تجديد الهوية البصرية للقنوات السورية التلفزيونية والإذاعية، والتي شكّلت نقلة نوعية على مختلف الصّعد، لتبثّ عبر الصّورة وعدسات الكاميرا رسائلها إلى جمهور ملّ النّمطية التقليدية، وأصبح على أهبة الاستعداد لفرز الغثّ عن السمين، وفق معطيات معينة، هذا التجديد بدا واعداً منذ البداية وزاخراً بالتغيير، وكسر الروتين والجمود، بدءاً من الديكورات الحديثة ومروراً بتقنية HD الأحدث عالمياً، وليس انتهاءً بإكسسوارات ومعدّات الإضاءة والصّوت والإخراج في الاستديوهات…
هذا من حيث الشكل أما من حيث المضمون نلحظ أن القائمين على الدورة البرامجية حرصوا على تقديم باقة منوّعة من البرامج ترضي مختلف الأذواق، وتلبّي رغبات متابعيها إلى حدّ ما، من خلال طرح ملفّات تلامس همومهم ومعاناتهم اليومية، وتوصل صوتهم الحقيقي، ليأخذ الإعلام الوطني دوره كحلقة وصل فاعلة بين الجمهور وأصحاب القرار، وهذا ما شهدناه في غير برنامج، حتى لوغو القنوات الذي يرمز إلى الياسمين الشّامي، كان سفيرنا إلى العالم وفق طراز موزاييكي ملوّن..
لكن يؤخذ على التترات والفواصل بين البرامج والمسلسلات عدم تغييرها كل مدّة لتواكب الجديد والمميّز.
أما الوجوه الشّابّة التي حقّق بعضها شهرةً وانتشاراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي سابقاً، والتي تمّ استقطابها في قوالب برامجية فقد كُرّست أسماؤهم لتكون أحد عوامل الجذب بعد أن اكتسبت مزيداً من الخبرة وصقلتها التجارب، مع الحفاظ على الأسماء المعروفة إعلامياً، والتي تدأب على مواكبة الأحدث في عالم التقديم حسب الإمكانيات المتاحة.
ولا شكّ أن الالتزام بميثاق الشّرف الإعلامي الذي حمل دماء شهدائنا أمانة في سبيل إيصال رسالة الحقيقة كان الأكثر وضوحاً وشاهدناه عبر برامج كثيرة..
إعلامنا هوّيتنا ومرآة الواقع السّوري، نأمل له في كلّ حلّة جديدة أن يزدان بالتطور والتفاعل المثمر، ويصل إلى مكانة القنوات الكبرى ويترك بصماته وآثاره علّها تعيد إليه جمهوره وألقه وعصره الذهبي، مهما حاولت وسائل التواصل الاجتماعي وقنواتها سرقة هذا الجمهور، ومواكبة التطور الإعلامي الهائل في الدورات البرامجية القادمة التي آن لها أن تنطلق وفق المعطيات والتحديثات الراهنة على مختلف الصّعد والمجالات، وخلع عباءة الروتين لترتدي حلّة الحداثة بما يواكب التطوّر الإعلامي العالمي المتسارع.
ريم جبيلي