الوحدة 27-5-2023
في تقديمه لكتاب (الجدة امتثال وحكايات الأمثال) وعلى غلاف صفحته الأخيرة، كتب المؤلف د. علاء عبد المنعم إبراهيم : إن فهم الماضي مهم جداً للانطلاق نحو المستقبل، فمن لا ماضي له لا مستقبل له.. ومن هنا جاءتني فكرة هذا الكتاب حيث إنني مررت بعديد من المواقف التي ذكر فيها مثل عربي قديم لم أعرفه، أنا أو بعض أصحابي، ولأن المثل مهم جداً في التواصل بين الناس، ولأنه أيضاً يرتبط بثقافتنا العربية التي أعتز بها، ولأن لكل مثل حكاية، فكنا نتوجه إلى الجدة “امتثال” كالعادة لتحكي لنا حكاية هذا المثل، وعندما كثرت هذه الحكايات قررت أن أجمعها بين دفتي كتاب كي يستفيد منها كل الأصدقاء الذين يحبون لغتهم ويقدرون ثقافتهم. وكتاب (الجدَّة اِمْتِثَال وحِكَايات الأَمْثَال) الصادر حديثاً عن دار رؤية للنشر والتوزيع من تأليف: د. علاء عبد المنعم إبراهيم و رسوم: لينا نداف، تخطيط اللوحات: رائد جواد، تدقيق: حسام كشكية، وتصميم وإخراج: مجد مصيجة. ونقرأ أيضاً في التقديم لهذا الكتاب الممتع والمفيد والذي يضم في صفحاته العديد من الحكايات التي توضح للقارئ قصة أمثال عربية قديمة رافقت ذاكرتنا اللغوية وتواردت في أحاديثنا اليومية وشكلت جزءاً هاماً من ثقافتنا الموروثة جيلاً بعد جيل: “لكل كتاب حكاية.. وحكاية هذا الكتابِ تبدأُ وَتنتَهي عِند الجدة امتِثال” الجدة “امتثال” ليستْ جَدَّتي أنا فقط، بل جدة كُل أبناء الحيّ، هي أول مَن سكنَه، وَأوَّل مَن زرع فيهِ الشجر، وأوَّل مَن حفر فيه البِئر ، وأوَّل من خبز فيه الكعك، وأوَّل من رسم وجه القمر على حيطانِه… وأوَّل مَن جمعتنا لِتحكي لنا الحكايات. “جدَّتُنا الغالية” هكذا اعْتَدْنا أن نُناديها، “وُرودِي الجورِيّة” هكذا اعتادت أن تُحَيِّيَنا بوجهِها البشوش وابْتسامتها الصافية، وصوتها العذب، وذِراعَيْها المفتوحَتين لنا دوماً. بيت الجدة امتِثال لَيس كباقي البيوت، بابه الوردي مفتوح دائماً، وسقفه الذهبي يُشبه قرص الشمس، وأرضُه المرمَريّة لا تَمَل حَمْلَنا، وحُجراتُه الصَّغيرة تتَّسِع لَنا جميعاً مهما بلغ عددنا، أشجار حديقة الجدة امتثال وارفة دائِماً، تُظلِّلُنا في شهور الصَّيف الحار، ومِدْفأتُها الحجرية تبعث في أجسادِنا الدِّفْء في ليالي الشتاء الباردة، ومكتبتُها الخشبية الكبيرة تفوح منها رائحة الحب والسلام والحكمة. لا يَكاد يمر علينا يوم إلا وَنُهْرَع إليها، نُنادي فتُجيب، نَسْتأذِن فيُسمَح لنا بالدخول، نَتناوَل الكعك اللَّذيذ، فتَمتلِئُ بُطونُنا، وَتَظَل عُقولُنا تائِقة لسماع الحكايات الممتعة التي تحفظُها الجدة، وتعرف كيف تقُصُّها علينا بطريقة مشوقة تُنسينا الوقت، وَتُذكِّرنا أَنَّنا العرب حَكّاؤون بارِعون، يَجمعُنا بالقصص والحكايات تاريخ مشرق طويل. الجدير بالذكر أن رسومات الكتاب هي للفنانة التشكيلية لينا نداف التي لطالما قدمت ألوانها لمتعة القــراءة عند الطّفـــل … وهي رسامة متخصصة برسوم كتب وقصص الأطفال، خريجة كلية التربية من جامعة تشرين وخريجة مركز الفنون التشكيلية باللاذقية، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، شاركت بالعديد من الورشات منها (كيف نرسم كتاباً للطفل) بإشراف الفنانة لجينة الأصيل، كما شاركت بعدة معارض داخل وخارج سورية وبمعرض الشارقة لرسوم كتب الأطفال، وترسم في مجلتي شامة وأسامة، ومجلات الطفولة في عدد من الدول العربية، رسمت أكثر من عشرين كتاباً للأطفال مع دور نشر سورية وعربية، ومنها كتاب (بلبل ليس ككل البلابل) الصادر عن دار الحدائق اللبنانية الذي اختارته (IBBY) الهيئة العالمية لكتب الأولاد لينضم للائحة كتبها، وحاصلة على الجائزة الأولى بمسابقة ممتاز البحرة لفن اللوحة الموجهة للطفل لعام 2019.
فدوى مقوص