الوحدة : 26-5-2023
غيّب الموت الموسيقار الفلسطيني، حسين نازك، في دمشق، عن عمر ناهز 81 عاماً. ويُعَدُّ نازك واحداً من أبرز المهتمّين بالتراثين الموسيقي الفلسطيني والسوري، ومن المجددين فيهما.
وكانت نقابة الفنانين السوريين ققد نعت الموسيقار الراحل، الذي وُلِدَ في مدينة القدس المحتلة عام 1942، ثمّ تنقّل بين عدّة أماكن ، إلى أن استقرّ في دمشق منذ العام 1969.
بدأ نازك مشواره الطويل في التأليف والتلحين والتوزيع، بالعزف على مختلف الآلات في عدة فرق موسيقية، غربية وشرقية، وشارك بتأسيس فرقة جوالة. وبعد أن انتقل إلى سورية ، عمل في الإذاعة والتلفزيون السوريين، مشاركاً في برامجهما المتنوعة عازفاً ومؤلفاً . وسعى نازك بجدية إلى نشر التراث الموسيقي الفلسطيني، فأسس وأسهم بتأسيس العديد من الفرق الفنية، أهمها “فرقة العاشقين”، فضلاً عن إطلاقه مشروع إحياء التراث الفلسطيني.
كما كان للطفل نصيب كبير من نتاجه الموسيقي المميز، من خلال تأليفه ووضع الموسيقا التصويرية والألحان لأغاني العديد من أعمال الأطفال من مسلسلات وأفلام ومسرحيات، ومنها شارة مسلسل الأطفال الشهير (افتح يا سمسم) و(المناهل)، و(حكايات عالمية) والمسلسل الصحي ( سلامتك) و(حكايات جدي) وفيلم ( عروس البحيرة) و( مفتاح الحكايا).
وعن كيفية تعامله ونجاحه مع الأطفال، قال الموسيقار نازك في لقاء صحفي سابق : إن العمل والتعامل مع الأطفال موسيقياً هو قمة المتعة بالعمل الموسيقي، خصوصاً عندما يكون لدينا مجموعة من الأطفال الموهوبين لتنفيذ العمل وأنا كنت موفقاً في اختياراتي من هؤلاء الأطفال الذين أصبح لهم شأن هام على الصعيد الفني، كما أنني أضع الأغنية للطفل العادي عموماً وليس للنخبة الموهوبة من الأطفال، وكنت وما زلت حريصاً على ألا أبتعد عن الجو العربي الشرقي المخدوم بالعلوم الموسيقية والمزج المدروس والمحسوب بالمعادلة بين الأصالة والمعاصرة.
والجدير بالذكر أن الموسيقار نازك نال عدة جوائز عن أعماله الموسيقية، منها الجائزة الأولى لأفضل توزيع أوركسترالي لنشيد وطني، وهو نشيد “بلاد العرب أوطاني”، وجائزة أفضل استخدام موسيقي للتراث العربي من مهرجان قرطاج سنة 1980، وجائزتان ذهبيتان من اليابان لأفضل عرض موسيقي ، بالإضافة إلى تكريمه ضمن “أيام الثقافة السورية” في العام 2020.
فدوى مقوص