(الرقة عناق الحضارات) .. ندوة في دار الأسد للثقافة

الوحدة 25-5-2023

قال الرشيد : منازل الدنيا أربعة، الرقة والرها ودمشق وسرمند، وقال شاعرها الكبير ربيعة الرقي: حبذا الرقة دارا وبلدا… بلد ساكنه ممن تود، بهذه الأشعار بدأ الباحث منير الحافظ حديثه في ندوة بعنوان (الرقة عناق الحضارات) التي أقامتها مديرية ثقافة اللاذقية بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب بالرقة والتي أدار الحوار فيها وقدم السادة المحاضرين الدكتور جمال حيدر، وتابع الباحث منير حديثه في محور قدمه بعنوان أسفار تراث الرقة، استعرض فيه الطقوس التقليدية لمجتمع الرقة مثل استجلاب المطر (الاستسقاء)، حيث يحمل الناس الطناجر والتنك وينحدرون إلى النهر وهم يلبسون رؤوس الحيوانات ويضعون قرون الكبش ويرددون: اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً، ثم يعودون فيقرع الأطفال الأبواب وهم يحملون دمية أشبه بالصليب (أم الغيث) ويقولون: أم الغيث غيثينا وحسن أقرع راعينا حلي صرارك وأعطينا، لتعطينا بالغربال يصبح ولدها خيال… وأشار إلى الحب والعشق على جسر الرقة وهو الملتقى للعشاق. وكان قد شارك في الندوة كل من: الدكتور بسام جاموس والدكتورة رندة عباس حيث تحدثا عن الرقة تاريخاً وجغرافية وفكراً. الدكتور بسام تناول في محور حديثه (الرقة خاصرة الفرات، المزارعون الأوائل) فقال بداية: الرقة متحف حقيقي، تشتهر بمواقعها المتميزة وقراها مما أعطاها مكانة مرموقة، حيث عرج على ذكر بعض القرى منها: المريبض ولها شهرة عالمية والتي قدمت للبشرية أكبر هدية وهي الثروة الزراعية، ثم استعرض باقي القرى وأبرز فيها أشهر المكتشفات الأثرية مصوراً ملامح العيش فيها منها: قرية أبو هريرة التي أكد العلماء فيها على أن نيزكاً سقط عليها قبل حوالي 13 ألف عام دمرها، وقرية (الصبي الأبيض، تل خويرة، تل البيعة وهي ذكرت بهذا الاسم على رقم مسماري مكتشف، وغيرها من مملكة إنكا). الدكتورة رندة عباس تناولت محور (العلوم العلمية والعقلية في الرقة بالعصر العباسي) فقالت: حظيت الرقة بمكانة كبيرة خلال العصر العباسي فقد وصفها المقدسي (العلم كثير بها) والذي ساعدها لتتبوأ هذه المكانة العلمية عوامل عدة جعلتها مركزاً علمياً وفكرياً مشهوراً منها: أنها إحدى المدن المهمة في الجزيرة الفراتية التي تمتلك أهمية رأسية واقتصادية وعلمية، فضلاً عن دورها الفاعل في إحداث التاريخ العربي الإسلامي وموقعها المتوسط على نهر الفرات الذي ساعد على تنقل العلماء وتطور وإثراء الحركة العلمية والفكرية في الرقة، ومكوث بعض الخلفاء العباسيين فيها وجعلها عاصمة صيفية لهم، وكثرة العلماء، إضافة إلى ظهور مدارس فقهية متعددة المذاهب.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار