الوحدة: ٢٤-٥-٢٠٢٣
أكدّ الدكتور أحمد ليلا رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة اللاذقية أن التتبع الدائم لقطعان الثروة الحيوانية وحملات التحصين الوقائي المستمرة على مدار العام أظهرا تراجعاً في أعداد القطيع الحيواني في محافظة اللاذقية وخاصة قطيع الأبقار الحلوب.
وأرجع د. ليلا هذا التراجع إلى التوجه إلى تربية وتسمين عجول اللحم لتحل محل تربية إناث الأبقار الحلوب في معظم مزارع المحافظة، وذلك نتيجة لتراجع الريعية الاقتصادية لعملية تربية الأبقار الحلوب والناجمة عن عدم التناسب بين سعر المنتج (الحليب)، وبين التكلفة الحقيقية وذلك بسبب الارتفاع المضطرد والدائم في أسعار المواد العلفية، حيث وصل سعر كيس العلف الحلوب إلى 190 ألف ليرة سورية أي 3800 ليرة سورية للكيلو الواحد في الوقت الذي لم يتجاوز فيه سعر كيلو الحليب الطازج من أرض المزرعة الـ (2700-2800) ليرة في أحسن الأحوال، وهو ما خلق فجوة كبيرة وألحق خسائر يومية بالمربين تفوق قدرتهم على التحمل وهذا ما دفعهم للتخلص من الأبقار الجافة أو ذات الإنتاجية المتوسطة والضعيفة والبكاكير وهو الأمر الذي أدى إلى انخفاض كبير في قطيع الأبقار الحلوب، وذلك نتيجة عملية الذبح الجائر والعشوائي الذي يتم لإناث الأبقار والتهريب الذي يطال خيرة رؤوس الأبقار.
– أسباب تعثر تسويق الحليب
وحول أسباب تعثر تسويق مادة الحليب قال د. ليلا : إن الموضوع مرتبط بعدة أمور، أهمها حساسية المادة وحاجتها لظروف حفظ ونقل وتبريد خاصة إضافة لحاجة عمليات تصنيعها للمحروقات والكهرباء في وقت تشهد فيه أسعار المحروقات ارتفاعاً كبيراً نتيجة لعدم توفرها بالكميات الكافية لورش ومحلات تصنيع الحليب ومنتجاته ولا لعمليات توزيع منتجاته. وهو الأمر الذي يزداد تأثيره في ظل ظروف التقنين الكهربائي الصعبة التي تزيد الحاجة لمادة المحروقات ويضاف إلى أسباب تعثر تسويق المادة ضعف القوة الشرائية للمواطن وغياب التبريد في المنازل، الأمر الذي أدى إلى إحجام المواطن عن شراء منتجات الحليب خوفاً من فسادها في حال استهلاكها بشكل يومي علماً بأن تلك المنتجات هي من أرخص المواد الموجودة في السوق مقارنة بقيمتها الغذائية العالية.
ومن جملة تلك الأسباب أيضاً منافسة المواد المصنعة من الحليب المجفف المستورد والمنتجة من العديد من الشركات المحلية (لبنة – جبنة – لبن مبستر..) والتي لا تقارن من ناحية الجودة والسلامة الصحية مع المواد المنتجة من الحليب المحلي وإن كانت أكثر منها مقاومة لظروف التلف وأقل منها حاجة لشروط الحفظ والتبريد.
ويضاف إلى هذا وذاك قلة كميات المقنن العلفي الموزعة من قبل المؤسسة العامة للأعلاف بسعر أقل من أسعار القطاع الخاص، وعدم كفايتها لسد احتياجات القطيع كونها لا تشكل أكثر من 5% من تلك الاحتياجات.
– الدواجن ليست أوفر حظاً
وقال د. ليلا : إن تربية الدواجن ليست بأوفر حظاً من قطعان الثروة الحيوانية كونها تعاني أيضاً من ارتفاع تكاليف التربية بشكل كبير والذي أدى إلى خروج العديد من المربين من العملية الإنتاجية نتيجة الخسائر التي تعرضوا لها خلال الأعوام السابقة، وهو الأمر الذي لم يبقَ معه سوى نسبة بسيطة من كبار المربين أو من تجار الدواجن في العملية الإنتاجية التي لا تزيد نسبة التربية فيها حالياً عن 35% من الطاقة الإنتاجية لمداجن المحافظة.
– حالة صحية جيدة للقطيع
واختتم د. ليلا حديثه بالإشارة إلى أن الوضع الصحي للقطعان جيدة، حيث لا توجد أية أوبئة أو جوائح مرضية تؤثر على نمو وصحة القطيع الذي تقوم مديرية الصحة الحيوانية بتحصينه على مدار العام وفق الخطة الوزارية المعتمدة، ومن خلال الكوادر الفنية البيطرية الموزعة على امتداد مساحة المحافظة مؤكداً على أن النهوض بقطاع الثروة الحيوانية بحاجة إلى تضافر الجهود بين كافة الوزارات المعنية (الزراعة – التجارة الداخلية وحماية المستهلك والتجارة الخارجية والمالية) وذلك من أجل تذليل كافة الصعوبات التي تعترض هذا القطاع والحفاظ على هامش ربح لعملية تربية القطعان تكفل الحفاظ على استمراريتها وتضمن استمرار المربين في العمل عليها.
نعمان أصلان