هل يعود زمن القطار الجميل ؟

الوحدة 20-5-2023

صخب هذه الأضلاع الحديدية ووقعها الجميل غائب منذ ما يزيد عن عشرة أعوام، هي أصوات تشي بأشياء لا يعلمها إلّا من ينتظرها، تحديداً على محور الطريق الحديدي في قرية السفكون ومحيطها من تجمعات بشرية متناثرة، قوائم وسبائك حديدية طويلة غطّى جسدها الصدأ، حشائش وشجيرات صغيرة تفنّنت بالنمو على جسم هذه السكّة الحزينة، كانت محطة السفكون عبارة عن مكان مُفعم بالحيوية، يرتادها أهالي القرية وبعض القرى المتاخمة، فيكون القطار القادم من حلب هو المنقذ الأوحد في سبيل الوصول إلى المدينة بأمان خالص .. يقول أهالي السفكون إن هذه الحالة كانت نجدة حقيقية في ظل ندرة وسائل النقل خلال تلك الأزمنة، فكان لمرور هذه العربات وقع خاص في نفوس أهالي مناطق الشمال وقُراه الزراعية الخالصة، أمّا فيما يخصّ نفقه الشهير فهذه نكهة أخرى إلى جانب المناظر الخلابة، هو معلم واقعي للجذب السياحي إضافة إلى الجسور الطويلة المعلّقة هناك، وعلى المقلب المقابل يتسلّل طريق حلب القديم الذي يمرّ على أكتاف قرية السفكون والحديث يطول عن تلك المطارح وذكريات المسافرين حول ما يقدّمه كوع السفكون من جلسات واستراحات، حيث تسيطر على المكان روائح خبز التنور المطلّة على ضفاف نهر الكبير الشمالي وبحيرته الواسعة، فهل تعود الذكريات إلى هذا الطريق العريق، وتدبّ الحياة في شرايين الربط الحديدي بين الداخل والساحل ونرى مجدّداً سحنات العرب والمصطافين، فتعود الحياة لتنعش تفاصيل هذا الطريق مجدّداً إلى جانب شقيقه الخرافي المنتظِر .. كل الأمل.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار