الوحدة: ١٧-٥-٢٠٢٣
حاولت د. هناء اسماعيل في المحاضرة التي ألقتها بفرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس قراءة الوضع الراهن الثقافي وأبعاده المتشابكة في مسألة الإبداع، ما بين النقد الأكاديمي والذائقة الإبداعية والقارئ، لافتة إلى خصوصية التجربة الإبداعية لدى كتاب استثنائيين ارتقوا بذائقة القراء، ما استدعى رؤية استثنائية قادرة على مواكبة الإبداع، الذي بدوره لم يكن على درجة واحدة بين المشتغلين في حقل الأدب والذين اغتنت بفضلهم مدارس النقد، مؤكدة أن النقد هو فن العلوم الذي استطاع أن يؤسس مدارس منهجية موضوعية تكون حكماً ومقياساً للجمال الإبداعي في الأعمال الأدبية، فلا أدب ينهض ويرتقي بلا نقد.
وعن علاقة النقد بالأدب عبر الزمن وارتباط النظريات النقدية بخصوصية التلقي والاستقبال في التجربة الإبداعية رأت د. إسماعيل أن الذائقة وحدها لا يعوّل عليها في النقد الأدبي، مع ضرورة توفرها عند المهتمين بهذا المجال الحيوي في الثقافة عموماً، كما أن للتجارب الإنسانية العميقة وسعة المخزون المعرفي الدور الهام في أداء النقد لوظيفته الإبداعية، حيث أن النقد في الأصل قائم على الذوق، لكن هذا الذوق يستند إلى عدة علوم مثل الجمال والتاريخ والاجتماع وعلم النفس واللسانيات ونحو ذلك، والناقد يجب أن يكون ملماً نوعاً ما بشيء من هذه العلوم التي يستخدمها كأدوات نقدية.
وحول مسار النقد الأخلاقي والفني نوهت الأديبة إلى الإحساس الفطري بدور الأدب، واصفة فن النقد بفن العلوم الذي استطاع أن يؤسس مدارس منهجية موضوعية لتكون حكماً ومقياساً للجمال الإبداعي في الأعمال الأدبية..
ومن الجدير ذكره أن هذه المحاضرة تأتي ضمن فعاليات النشاط الأسبوعي للفرع، وقد حضرها كل من رئيس الفرع الأديب الشاعر منذر يحيى عيسى والقاضي غسان أسعد واللواء محمد سليمان ود. أسمهان الصالح وعدد من أعضاء الاتحاد والأدباء والباحثين والمهتمين بالأدب.
ربى مقصود