عندمـــــا يســـــــأل طــــفلك..

العدد: 9347

15-5-2019

لم تستطع إخفاء ذلك الحزن الشديد بين عينيها عندما بدأت بالحديث قائلة: لن أنسى كيف كان والديّ يوبخانني كلما وجهت سؤالاً، لا أعلم لم كانا يظنان أنني يجب أن أعرف كل شيء لأنني أذهب إلى المدرسة، فكان جوابهما الدائم لأي سؤال أوجهه ماذا تفعلين في المدرسة إذا كنت لا تعلمين ذلك، ومنذ ذلك الوقت لم أعد أجرؤ على توجيه أي سؤال لهما بل على العكس كنت أفضل البقاء جاهلة بأي موضوع على أن أسمع العديد من الانتقادات، ولذلك أنا اليوم أبذل كل ما بوسعي ليكون أطفالي مفعمين بالثقة وقادرين على توجيه الأسئلة بل في حال عجزت عن الإجابة أبحث معهم عبر الانترنت، هي قصة من قصص عديدة يكون فيها الأهل مذنبين بحق أطفالهم، فالطفل فضولي ومحب للمعرفة وهناك طرق للإجابة على أسئلته، حول هذا الموضوع كان حوارنا مع الاختصاصية التربوية ريم محمد.

* يبدأ الطفل بالاكتشاف و يحاول معرفة الكثير من المعلومات بأي عمر يبدأ بتوجيه الأسئلة للأهل؟
** يبدأ الطفل عادة بتوجيه الأسئلة عندما يتقن الكلام في نهاية سن الثانية، وتكون تلك الاسئلة ناجمة عن عدة دوافع كخوف الطفل ورغبته بالاطمئنان، رغبته بالمعرفة، لجذب انتباه والديه أو لسعادته أنه استطاع أن يتقن الكلام والفهم وغير ذلك.
* هل ترتبط الإجابة بعمر الطفل؟
** نعم إن الرد على تساؤلات الأطفال يرتبط بأعمارهم لذا يجب أن يتصف الرد بالصحة والدقة والوضوح والإقناع، وهذا لا يعني أن نطيل في الإجابة بل نقدمها بشكل مناسب بين الإيجاز والإطالة بحيث تلائم عمر الطفل، فالإجابة على أسئلة ابن السادسة يجب أن تكون أقصر من الإجابة عن أسئلة ابن العاشرة وهكذا، هذا في الأسئلة التي يحتاج الجواب فيها إلى إفاضة وتوسع كما في الأسئلة عن الغيبيات والأسئلة الحرجة أما بعض الاسئلة فتكون الإجابة عنها محدودة تقدم لجميع الأطفال كسؤال: كم هي عدد ساعات اليوم؟ فالإجابة واحدة للجميع: أربع وعشرون ساعة.
* ماهي الطريقة الأفضل للإجابة؟
** الاهتمام والإصغاء هما أفضل طريقة للإجابة لذا يجب على الآباء استقبال تساؤلات الطفل باهتمام ويجب الإصغاء للطفل حين يسأل والحذر من إهمال وتجاهل تساؤلات الطفل مهما كانت لأنها تعيد للطفل توازنه النفسي وتنمي الثقة بالنفس، فالأسئلة مفتاح من مفاتيح المعرفة لاسيما في مراحلهم الأولى من عمرهم.
* بعض الأهل يقابلون أسئلة أطفالهم بالغضب ما تأثير ذلك على الطفل؟
** قد يُحرج الوالدان أثناء طرح الطفل لبعض الأسئلة عليهما ولا يجدان الإجابة المناسبة للرد فيعمد بعضهم للرد بغضب لإسكاته او إعطائه معلومات خاطئة فيقتلون تلك الأسئلة في مهدها، وبالتأكيد يكفون الطفل عن تكرارها، وقد يشعر الطفل بعدم الثقة بوالديه ويلجأ للأصدقاء في إعطائه تلك المعلومات، أيضاً عندما يكفانه ويمنعانه عن الاسئلة بغضب يشعر الطفل بالذنب فيكون عرضة للقلق أو الخجل وزعزعة ثقته بنفسه فهذا الأسلوب بلا شك خاطئ ونتائجه سلبية على الطفل أولاً.
* هل طريقة الإجابة تشجع الطفل على طرح المزيد من الأسئلة؟
** بالتأكيد عندما لا نهمل أسئلة الطفل ولا نكفه عن السؤال ونشوقه إلى المعرفة النافعة ونجيبه على قدر فهمه عن تلك الأشياء التي يسأل عنها، وعندما تكون الإجابة محددة ومبسطة وقصيرة لا يتطلب الأمر فيها التدقيق والدخول في تفاصيل لا يفهمها الطفل تفتح للطفل الطريق لثقته بنفسه وحب المعرفة والتعلم والسؤال مرة أخرى.
كلمة أخيرة
يجب علينا كمربين أن نتيح للطفل التساؤل والتعلم من خلال استخدام خامات البيئة في لعب الطفل وتشجيع هوايات الطفل لكي تشبع حاجاته في الاستطلاع والمعرفة والاهتمام بالقصص فهي تزود الطفل بخبرات جيدة تساعده على التفكير وأخيراً الإصغاء والاهتمام والرد على أسئلته المختلفة وتشجيعه دائماً.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار