رهـــام عــلي وحكايــــة تـــطوع مليئـــة بالـــعطاءات

العدد: 9347

15-5-2019

تمرّ في حياة الإنسان عموماً وطالب الطب خصوصاً فترة تتملكها الرتابة والروتين القاتل، يشعر بعدم الرضا وأن الإنجاز لم يعد يرضي طموحه وشغفه وخاصة لمن خاض في غمار الطب و نذر نفسه وذاته لمهنة نبيلة كمهنة الطب، ولكنه يعلم بقرارة نفسه أنه قادر على العطاء في مجال آخر، هذا ما بدأته طالبة الطب المتفوقة رهام علي من طرطوس في حديثها عن التطوع في فريق سيروم الطبي

وتابعت حديثها: كنت من المحظوظات جداً حيث أن القدر جمعني بصديق محب للعطاء شغف بالعمل المجتمعي، مؤمن بقدرة الإنسان على ترك أثر بسيط في حياة عشرة، والعشرة ينقلون تجربته لعشرات آخرين (وهكذا دواليك…) وبتشجيع منه انضممت إلى فريق سيروم الطبي التطوعي المحتضن في جمعية صنّاع السلام، وفي الفترة نفسها تيسر لي التعرف على انطلاقة نواة فريق جديد في منطقتي الغالية، (الشيخ بدر) فريق بصمة شباب سورية الذي كان موجوداً منذ سنوات ثمانية وكانت لنا مشاركات فاعلة ولم نكن إدارة منفصلة ومنذ مدة قصيرة من ستة أشهر انطلقت فكرة تأسيس فريق خاص لحد الآن أصبحنا سبعين متطوعاً بإشراف الأستاذ علي محمد الذي تولى أمورنا نحن، وجميع المراكز في طرطوس وفريق البصمة فريق تطوعي غير تابع لجهة ما أو جمعية وهو صلة الوصل بين أهل الخير أصحاب النفوس المعطاءة والناس المحتاجة وظروفها صعبة فالفريق بأهدافه النبيلة وقيمه وأخلاقياته العالية انطلق من واقع مرير ليشارك الناس واقعهم بكلمة وبسمة ووقفة جنباً إلى جنب معهم ونترك لو بصمة صغيرة في نفوسهم، وأنا متطوعة جديدة في الفريقين وأحسست بتغيير جذري في حياتي من شخص مقيد فقط بأمور الدرس وعالة على أهله، مستهلك ولا يقدّم شيئاً لمجتمعه إلى شخص بدأ يشعر بالإنجاز وأنه أصبح عضواً فاعلاً في مجتمعه، بدأ يترك بصمة وأثراً معنوياً قبل أن يكون ماديّاً، في كل مرة أو نشاط نشارك فيه نقضي أياماً وأسابيع من التعب والتحضير، نسهر ونتعب ونشعر بضغوط جمة، كلها تتلاشى عند أول بسمة نراها على وجه ملهوف، عند أول كلمة (شكراً) نسمعها من محتاج، نشعر بالرضا والسرور.
نحن الشباب في قمة العطاء والحيوية من الواجب أن نكون فاعلين في كل النواحي ضمن إمكانياتنا وألا يؤثر ذلك على حياتنا الدراسية، دخلت إلى فرع يحتاج صبراً وسنوات دراسة ولكي ألمس إنجازاتي الواقعية فأنا محتاجة أن أثبت وجودي وأحقق إنجازات صغيرة خلال فترة دراستي (١٢سنة جامعية) ليعطيني دافعاً لأن أستمر ولأصل إلى هدفي الأسمى ألا هو الإنسانية ونشر السلام والأمان، وأكون بذلك لكي أصل إلى هدفي الأسمى.
التطوع في فريق سيروم هو أول مشاركة لي وتستحق التدوين كأول إنجاز وتحقيق واقعي ضمن فترة التدريب لأن أسابيع قضيتها بالتخطيط وهي مشاركة بمشروع الجوار بالتعاون مع مبادرة ضيعتنا كان لي نصيب بإلقاء فقرة توعية عن المبيض متعدد الكيسات لفئة مستهدفة من النساء وكنت سعيدة لأني جمعت بين تقديم معلومات مهمة للناس مع سعادة الإنجاز وفرحة العطاء ومشاعر ممتزجة وهي أول خطوة على طريق طويل.

نور حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار