الوحدة 13-5-2023
امتدت الحرائق على مساحة مئات الهكتارات في أرياف محافظات اللاذقية وطرطوس واقتربت من منازل السكان في بعض المناطق مطلع الشهر العاشر من عام 2020 وأثرت بشكل كبير على الحمضيات والزيتون التي ترتكز عليها زراعة الساحل.
ونتيجة لذلك، توجه المزارعون لزراعة أشجار مثمرة تعود عليهم بالفائدة المادية السريعة فكان التوت الشامي أو ما يُعرف بالتوت الأسود.
يقول عبد الغني عثمان أحد المزارعين في ريف اللاذقية في حديثه لجريدة الوحدة: احترقت معظم أراضينا التي كانت تحتوي على أشجار الليمون والزيتون .. تكلفة حراثة الأرض غالية جداً ولا طاقة لنا بها ومياه الري لا تشبع العطشان .. وكمية التعويضات التي وصلت لم تمكنني من إعادة زراعة أرضي .. وجدت الحل البديل بزراعة شجرة التوت لعدم حاجتها لعناية كبيرة كما أنها تعطي الفائدة المرجوة منها خلال ثلاث سنوات وأسعارها بالسوق ماتزال حتى الأن مناسبة.
وعن فوائد هذه الثمرة تؤكد مها عثمان مهندسة زراعية في حديثها لجريدة الوحدة: يعد التوت فاكهة لذيذة وغنية بالعناصر الغذائية الهامة، ويُسمى علمياً (Morus nigra) وتعد شجرة التوت من الأشجار المعمرة التي تُزرع في بُلدان البحر الأبيض المتوسط، وهناك 24 نوعاً من التوت، وسُلالة فرعيّة واحدة، وما لا يقِّل عن 100 صنف مختلف منها، وتُزرع ثلاثة أنواع رئيسية من التوت لإنتاج الفاكهة، بما في ذلك التوت الأبيض، والتوت الأحمر، والتوت الأسود، الذي يُعرف بالتوت الشامي، وتُعدُّ شجرة التوت الشامي من الأشجار النفضية التي تتساقط أوراقها، وتنمّو شجرتها حتى تصل إلى 10 أمتار، ويصل قطر الفاكهة إلى 25 مليمتراً، ومن الجدير بالذكر توفر العديد من منتجات التوت الشامي، كالتوت المجفف، ودِّبس التوت، ومُثلجات التوت، وعصير التوت، ومربى التوت، وشراب التوت.
أما بالنسبة لصناعة العصير والمربى المنزلي من ثمار هذه الشجرة تقول الخالة أم محمد في حديثها لجريدة الوحدة: أولادي وجيراني يحبونه كثيراً .. لكنني لا أستطيع صناعة كميات كبيرة منه رغم أني أستخدم الحطب بدل الغاز المنزلي لعدم توفره .. بسبب معاناتي من ارتفاع سعر كيلو السكر المدعوم منه وغير المدعوم.
الجدير بالذكر أن سورية تنفرد على مستوى الوطن العربي بإنتاج التـوت الشـامي، وكانت وزارة الزراعة قد أدخلت أصناف التوت الهندي والياباني من مصر إلى سورية مطلع عام 1997، وتعد هذه الأصناف ملائمة لتربية دودة الحرير.
أفرورا عيسى