الوحدة : 12-5-2023
من أحضان الطبيعة التي تزورها كل يوم تأتي برزقها ومعيشة أولادها الستة.
السيدة أم محمود في الخمسين من العمر، التقيناها على زاوية شارع في مدينة جبلة، متربعة أمامها باقات الزوفا والزعتر وبعض الأعشاب البرية.
حدثتنا عن طبيعة عملها قائلة: قدري أن أتحمل مسؤولية ستة أولاد بعد وفاة زوجي وبراتب تقاعدي، وأسكن في إحدى قرى ريف مدينة جبلة.
صممت أن أقدم لهم ما أستطيع لمتابعة دراستهم وتأمين مستقبلهم.
عملت في الزراعة عند الجيران وفي أحد الأيام ذهبت إلى الجبل لأقطف الزوفا، وحينها فكرت بأن أقطف كميات كبيرة وأبيعها في المدينة ومنذ ذلك الوقت أقضي وقتي بقطف باقات من الأعشاب البرية وأحملها بروائحها الزكية إلى الأسواق ليلتقطها المارة من أمامي.
وأكثر معاناتي مع المواصلات والتنقل بحملي الثقيل، ولكن مواساتي بوجود أشخاص طيبين يشترون الباقات ويدفعون بسخاء رغم أنهم لا يحتاجونها، وأولادي يتابعون دراستهم فأنسى تعبي وهمومي.
وأنصح كل سيدة أن تبحث عن عمل لتجد لقمة عيشها بعرق جبينها أفضل من تضييع الوقت وانتظار الشفقة من الآخرين.
معينة أحمد جرعة