الوحدة 11-5-2023
سبق أن تحدثنا حول معاناة الشباب السوريين في الحصول على فرصة عمل بحرية لأول مرة، أو ما يعرف “بالسفرة الأولى”، ولايزال موضوع توظيف البحارة يخضع لاعتبارات شخصية عديدة دون وجود أي مقومات علمية وعملية، وخاصة في موضوع السفرة الأولى، حيث يتعرض بحارة السفرة الأولى لشتى أنواع الابتزاز. والسؤال ماالذي يمنع أن يتم تنظيم موضوع السفرة الأولى من قبل العاملين بهذا القطاع أنفسهم، بحيث لو أن 10 % فقط من السفن السورية تتبنى القضية وكل سفينة توظف بحاراً واحداً سفرة أولى ستنتهي المشكلة ويصبح نظاماً دائماً. عموماً مازال موضوع البحارة لدينا غير منظم وفوضوي وبحاجة لإعادة ترتيب وهيكلة من جديد، ولتكن البداية بالقضاء على ظاهرة السمسرة وخاصة داخل الشركات، فقد همس لنا أكثر من شاب أن المبلغ المطلوب لقاء السفرة الأولى قد وصل إلى مبالغ لا قدرة لهم عليها بتاتاً، وهنا لا بد من الإشارة أن جميع الراغبين بالعمل البحري يحصلون على شهادات بحرية تتفاوت درجتها وتبلغ تكلفتها أرقاماً كبيرة، وينتظرون فرصة السفر، وتبدأ معاناتهم في البحث عن عرض عمل بحري ليأتي دور السماسرة الذين يتسابقون لاستغلال هؤلاء الشباب المتحمسين للسفر والعمل، وهكذا يتعرض الراغبون في العمل البحري للغبن والاستغلال لاسيما في السفرة الأولى لأن أغلب الشركات ومالكي السفن يطلبون شرط الخبرة للتعاقد معهم والعمل على متن سفنهم. في حين يفترض أن تكون السفرة لأول مرة بدون سمسرة ووفق شروط ومحددات مشجعة لا سيما أن هؤلاء الشباب لا يملكون المال الكافي للسمسرة، ومع ذلك يتم استغلال الأشخاص الراغبين بالسفر على المراكب لأول مرة بطلب مبالغ كبيرة يدفع نصفها قبل السفر والنصف الآخر بعد السفر، وقد أكد لنا والد أحد البحارة أنه استدان مبلغاً كبيراً لتأمين السفر لولده بعد أن حصل على الشهادات البحرية المطلوبة، وكلفته مبلغاً كبيراً، واستمر بحثه وانتظاره لفرصة السفر سنة وبضعة أشهر فما كان منهم إلا الرضوخ إلى شروط وعروض السماسرة.
هلال لالا