الوحدة 6-5-2023
مما لا شك أن زلزال السادس من شباط خلّف أثراً نفسياً عميقاً لدى الكثير من المواطنين السوريين، حيث طبع ذاك اليوم على جدار ذاكرتهم حدثاً موثقاً دون نسيان نتيجة حالات الخوف والذعر والفقدان لأحبائهم وممتلكاتهم معاً،
ولكن ما نود الحديث عنه قبل حدوث الزلزال مشاهد لافتة تم لحظها من قبل الكثير من المواطنين لسلوك الحيوانات غير الطبيعي سواء من خلال إصدار أصوات بشكل جماعي وبطريقة مختلفة عن المعتاد عليه، إضافة للحركات الغريبة وحالات الهروب سواء عند الطيور أو الكلاب أوالقطط وغيرها من الحيوانات الأخرى التي تركت خلطاً وسوء فهم لدى الكثير من الناس حول فكرة تنبؤ الحيوانات بوقوع الزلازل، إذ أصبح الناس لاحقاً بمجرد صدور أي صوت عن الحيوانات يهرعون للشوارع تاركين منازلهم خشية وقوع زلزال آخر كالذي حدث في السادس من شباط.
ولتوضيح هذه الفكرة حول تنبؤ الحيوانات بوقوع الزلازل، وتصحيح الفهم الخاطئ عند البعض، التقت الوحدة الطبيب البيطري الذي يعمل لدى مركز البحوث الزراعية ضمن محافظة اللاذقية د. عماد جهاد علي الذي قدم لنا تقريراً مفصلاً حول موضوعنا هذا، إذ قال: أشارت الدراسات بعلم الزلازل إلى أن عدة أمور قد تحصل قبل حدوث الزلازل، وهذه الأمور لا يمكن للبشر الإحساس بها مما جعل العلماء يعتقدون أن الحيوانات يمكنها ذلك بدليل ملاحظة التصرفات والحركات الغريبة قبل حدوث الزلازل بفترة وشيكة، هذه الفترة تتراوح من ثوان إلى دقائق، وقد تصل إلى ساعات، ولفهم الموضوع بشكل صحيح، يجب العلم أن الحيوانات كائنات غير عاقلة ليس لها القدرة على المحاكمة العقلية أوالمنطقية التي يتميز بها الإنسان، لذلك ليس من الصواب القول إن الحيوانات تتنبأ بحدوث الزلازل ثم تقوم بالتعبير عن ذلك بإصدار الأصوات والحركات الغريبة.
وأضاف د. عماد: في واقع الأمر يمكن للحيوانات الإحساس بالتنبيهات التي تصدر عن المراحل الأولية للزلازل التي تسبق حدوث الاهتزازات العنيفة على سبيل المثال: يمكن للأبقار سماع الأصوات ذات الترددات المنخفضة والعالية مابين ١٦هرتز و٤٠ ألف هرتز، بينما نحن البشر نسمع الأصوات ذات الترددات ما بين ٢٠ هرتز و ٢٠ألف هرتز، ولدى حيوانات أخرى مقدرة تفوق الأبقار في سماع الأصوات ذات الترددات الخافتة والمنخفضة التي تصدر عن الصخور في باطن الأرض وعلى بعد عدة أميال ما يجعلها مضطربة وخائفة قبل حدوث الزلزال بثوان أو دقائق.
ونوه د.عماد إلى امتلاك بعض الحيوانات حساسية عالية في جلودها تمكنها من استشعار الأيونات المتحررة في الهواء، والتي تصدر عن انضغاط الصخور الشديد قبل وقوع الزلزال، كما يمكن للطيور استشعار الخلل الحاصل في المجال المغناطيسي للأرض قبل حدوث الزلزال أيضاً بوقت قصير ما يجعلها تغادر أعشاشها وتطير بشكل مضطرب، مؤكداً أن جميع التصرفات والأصوات الغريبة التي تصدر عن الحيوانات ناتجة عن شعورها بالخوف والقلق بعد تلقيها تنبيهات محددة غالباً، لا يمكن للإنسان الإحساس بها ولكن يجب التمييز بين مشاهد الاضطراب التي تصدر عن حيوانات بشكل منفرد وبين اضطراب مجموعة منها بشكل جماعي وغير مفهوم، ولابد لمربي الحيوانات التفريق بين سلوك الحيوانات أثناء فترات التزاوج أو الخوف من حيوان آخر وإصدار أصوات بشكل فردي، وحالات الاضطراب الغريبة اللافتة بشكل جماعي قبل حدوث الزلازل بوقت قصير، وهذا ما تم لحظة من قبل عدد كبير من سكان محافظة اللاذقية قبل حدوث زلزال ٦ شباط، حيث لوحظت تصرفات غريبة للحيوانات وإصدارها لأصوات بشكل جماعي رغم البرد والجو الماطر، إذ خرج أغلبها للشوارع وطارت الطيور من أعشاشها وكانت الكلاب تنبح بشكل جماعي وهذه الحالات الغريبة تشير إلى اقتراب حدوث الزلازل.
جراح عدره