الوحدة: ٣-٥-٢٠٢٣
كغيرها من السلع سجلت أسعار مواد المنظفات والشامبو أرقاماً قياسية، وهي مواد مطلوبة للاستخدام المنزلي ولا يمكن الاستغناء عنها ،الأمر الذي دفع بالبحث عن حلول بديلة، البداية جاءت من تلك الدورات التي انتشرت في الآونة الأخيرة لتعليم صناعة المنظفات ومواد التعقيم والشامبو وغيرها وتحول معظم خريجي هذه الدورات إلى منتجين غير مرخصين للعديد من المنظفات ولا ندري هل نصفها بالنظامية أم غير نظامية؟ هي أساساً ليست مرخصة ولاتخضع للرقابة أما نسبة الغش والاتقان في إنتاجها فتختلف من منتج لآخر، سنتوقف على سبيل المثال عند سعر عبوة شامبو من نوع مطلوب شعبياً نجد أن سعر العبوة في الصيدلية حوالي عشرة آلاف ليرة سورية بينما في محلات البقالة وبائعي المنظفات لا يتجاوز سعرها تسعة ألاف ليرة سورية، في حين يمكنك الحصول على ضعف كمية الشامبو الموجودة في العبوة من بائعي “الفلش” بخمسة آلاف ليرة سورية فقط ولا شك أن معظم ربات البيوت ستختار الخيار الثالث، وهذا المثال ينطبق على سائل الجلي ومسحوق الغسيل والمعقمات وغيرها من هذه المنتجات، والسؤال هنا ليس عن سبب تفاوت سعر العبوة بين الصيدلية والبقالية وإنما عن سبب ارتفاع الأسعار الكبير الذي طرأ على هذه المنتجات بكافة أنواعها وقد أوضح أحد الباعة أنه ثمة بضعة أسباب أدت إلى هذا الانفلات في أسعار المنظفات والشامبو بدءاً من ارتفاع سعر الصرف الذي تسبب برفع سعر المادة الأولية مروراً بارتفاع أسعار العبوة البلاستيكية لا سيما النوع غير الشفاف حيث تصل تكلفة العبوة إلى رقم ليس سهلاً قياساً بسعر المادة الأساسية، والنقطة الأهم زيادة الضرائب على المنتجين وهم بدورهم أضافوا مبلغ الضرائب على المنتجات عبر الموزعين والباعة وصولاً إلى المستهلك وهكذا نجد أن منتجي الظل أو بائعي “الدكمة” يوفرون ثمن العبوة و مبلغ الضرائب وبهذه الحالة لديهم هامش جيد للبيع بسعر أقل مع الحفاظ على ذات مواصفات وجودة المنتج الأصلي.
ناهيك عن وجود بعض ضعاف النفوس ممن يتبعون أسلوب الغش والتقليد، و هذه المنتجات من منظفات ومعقمات يمكن تقليدها بسهولة فهي صناعة تحويلية لا يتطلب تقليدها سوى الإلمام البسيط بمكوناتها، ويكفي لمن عمل في مصنع منظفات لمدة عام أو تدرب هناك أن يقوم بإنشاء مشغل خاص له، فالأمر لا يحتاج سوى إلى مواد أولية يمكن شراؤها من السوق وعبوات كبيرة لعملية الخلط، ومكان بعيد عن الأعين لإنتاج مواد التنظيف والتعقيم, من دون ترخيص.
وغالباً ما يلجأ المنتجون الذين لا يملكون ترخيصاً إلى أطفال صغار لتجميع العبوات الفارغة التي سبق استخدامها صاحبة العلامات التجارية المشهورة من أجل تقليدها، ومن ثم ل
يبيعونها مجدداً على أنها بالفعل منتج مرخص لبقالات صغيرة فيما يعتقد المستهلك أنه تمكن من الحصول على سلعة رخيصة السعر من هذه البقالة من دون أن يخطر على باله أنها مقلدة.
بل إن البعض يقوم بطباعة ملصقات المنتجات المرخصة على عبواتهم ومنتوجاتهم المقلدة ويبيعونها بعد تعبئتها بالمواد المقلدة على أنها أصلية وبأسعار تقل عن أسعار المنتج الأصلي.
هلال لالا
تصفح المزيد..