الوحدة: 2- 5- 2023
في عيد العمال العالمي، يجب أن نقف ملياً في حضرة العامل السوري، فعيده لا يشبه أعياد العمال في العالم، وفعله لا يُختصر بيوم واحد في العام.
إن تحول مهمة العامل السوري من بنّاء لمستقبل البلاد إلى مسعف يعالج التخريب والتدمير، لهي أصعب مهمة قد تلقى على عاتق العامل، وهذا ماكان خلال عقد ونيف من الحرب اللئيمة على البلاد، فما إن ينتهي عمالنا من تأسيس ماخربه العابثون، حتى يعودوا من جديد إلى المكان ذاته، ليروا أن عملهم قد تحول إلى حطام، ومع ذلك كله، لم تثنهم أفعال الشر تلك عن التقاط أنفاسهم، والعودة من جديد بإرادة فولاذية، لا تعبر المفردات عن حقيقتها.
فالعامل السوري شهد ويلات الحرب واستشهد على طرقاتها، وولج كل ميادين العمل تحت وطأة الرصاص الغادر، ووضع روحه على كفه في كل مرة بادر فيها لإصلاح ماخربه العدو، وبقي صامداً مكافحاً في سبيل أن تحيا البلاد وتستعيد عافيتها.
لن نزف هذا العامل في عيده ببضع كلمات معسولة، فالواجب يفرض علينا أن نطالب بحقوقه الكاملة، وأن نسخر كل جهودنا لتأمين حياة كريمة له، ففوق كل ما يبذله من جهد، وما يلاقيه من مخاطر، لازالت معيشته محفوفة بالحاجة والعوز، ولازال مشغولاً بتأمين لقمة عيش أبنائه في ظل ظروف معيشية قاهرة، تلفح بقساوتها تفاصيل أيامه المتعبة..
في عيدهم..نقف بإجلال أمام تضحيات عمال البلاد، مع خالص الأمنيات بأن يأتي العيد القادم مُفرجاً لأيامهم، وعنواناً لتعافيهم.
رنا رئيف عمران