الوحدة 1-5-2023
على مدار الساعة وفي مختلف المناطق يتابع عمال الكهرباء أداء واجبهم المهني والوطني، حيث تتنقل ورشات وفرق العمل بين إعادة تأهيل وبناء المحطات التي دمرها الإرهاب بخبراتهم إلى إصلاح الأعطال متجاوزين الظروف الصعبة، لجهة تأمين مستلزمات توليد وتحويل الكهرباء وأعمال الصيانة، التي فرضها الحصار الاقتصادي الجائر على بلدهم.
وفي سورية يعود اليوم العالمي للعمال ليذكر بالتضحيات والجهود المتواصلة التي بذلتها ولا تزال الطبقة العاملة لمواصلة العمل بمختلف المؤسسات والجهات، ومنهم عمال قطاع الكهرباء بوصفه من القطاعات الأساسية التي لا تزال تقدم خدماتها ضمن الإمكانيات المتاحة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
“عيدنا الحقيقي إنجاز العمل والرد على الشكاوى لإصلاح الأعطال.. ورغم الانتقادات التي طالت عملنا خلال سنوات الحرب بسبب صعوبة تأمين الكهرباء بشكل دائم وزيادة ساعات التقنين وكثرة الاعطال إلا أننا مستمرون بأداء واجبنا ضمن الإمكانيات”، بهذه العبارات عبر عدد من عمال محطة تحويل الكهرباء بمنطقة جديدة عرطوز بريف دمشق عن معاني عيد العمال بالنسبة لهم.
وفي تصريح لمندوبة سانا أوضح المسؤول عن المحطة عدنان العباسي أن عملهم حالياً يشمل توسيع استطاعة المحطة التي تغذي الجديدة والريف المحيط بها من 60 ميغا واط إلى 90 ميغاواط، لافتاً إلى أن هذا التوسع سيساعد على توزيع الأحمال للحد من التقنين وتخفيف الأعطال نتيجة الحمولة الزائدة.
وأشار العباسي إلى أن عمال الكهرباء أسوة بكل عمال سورية يقومون بواجبهم ويعملون بمختلف الظروف الجوية، وخاصة في فصل الشتاء وما يشهده من زيادة الطلب على الكهرباء، مؤكداً أن العمال يبذلون جهوداً كبيرة ويتابعون العمل بخبراتهم المحلية لتحسين وضع المنظومة الكهربائية.
ولفت العاملان محمد النمرود وعلي الملا إلى صعوبات العمل وما يحتاجه من جهد والمخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها، معبرين عن أملهم بأن يكون احتفال عمال سورية بعيدهم هذا العام هو عيد النصر بتحرير كل شبر من الأراضي السورية وعودة قطاع الكهرباء إلى ما كان عليه وأفضل.
وبروح الحماس لمواصلة العمل وتحدي الصعوبات بعد خبرات كبيرة اكتسبوها خلال عشرات السنين بالعمل في هذا المجال أشار كل من الفنيين حسين البني الذي يعمل منذ 27 عاماً ضمن محطات الكهرباء بريف دمشق وأحمد درغام أحمد الذي يعمل منذ 25 عاماً بهذا المجال أيضاً إلى أنهما خلال سنوات الحرب وبسبب جرائم الإرهاب استشهد عدد من رفاقهم وتعرض عدد آخر للإصابة، واليوم يواصلون مع زملائهم العمل على تأمين الخدمات للمواطنين واستقرار عمل منظومة الكهرباء رغم الصعوبات، فالواجب يعني التضحية والصبر.
ورأى العامل غسان الخطيب وهو على أبواب التقاعد من العمل أن عمال سورية وعلى مر السنوات كانوا على قدر كبير من المسؤولية اتجاه وطنهم متجاوزين كل الظروف ومخاطر ومشاق العمل، وبخبراتهم أعادوا تشغيل عدد من الآلات التي حال الحصار الاقتصادي دون تأمين بديل لها.
الرد على طلبات إصلاح أعطال الكهرباء عمل متواصل لا يتوقف حتى في أيام العطل وفق العامل عمر محمد، مشيراً إلى أنه من الصعب إصلاح جميع الأعطال بشكل مباشر ،حيث يتطلب الأمر ساعات وحتى أيام، بينما لفت العامل فيليب خميس خلال فترة مناوبته بإحدى المحطات إلى أن عمله خلال المناوبة هو مراقبة وضع المحطات ومخارج التغذية والإبلاغ عن أي طارئ، موضحاً أنه يفتخر بكل انجاز يحقق خدمة لوطنه يكون شريكا به، فالعيد هو الإنجاز.
“إصابتنا خلال أداء واجب العمل أيقونة تدفعنا للمزيد من العطاء” لم تكن مجرد عبارة قالها العامل سعيد الخطيب الذي تعرض للإصابة خلال عمله عام 2015، موضحاً أنه بعد الشفاء لبى نداء الواجب والتحق بخدمة العلم الإلزامية وكما أدى واجبه المهني خلال العمل كان مع أبطال الجيش العربي السوري على جبهات القتال ضد الإرهاب لمدة سبع سنوات، وهو اليوم بعد تسريحه عاد ليتابع العمل مع الورشات الفنية بمديرية كهرباء ريف دمشق.
وفي محطة باب شرقي بمديرية كهرباء دمشق استذكر العامل نادرعبدالله إصابته خلال عمله بمحطة عقربا بريف دمشق خلال إصلاح أحد أعطال المحطة، موضحاً أنه رغم الاصابة البليغة إلا أنه قطع إجازته للعلاج لمشاركة زملائه العمل وسد النقص باليد العاملة، ومؤكداً أن العمل جزء أساسي بالنسبة له ولرفاقه وفي الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد هو واجب لاستمرار الحياة.