بجناحـَيْ الزّمان والمكان أعود!

العدد: 9346

14-5-2019

أنا عصفورة الدّار، أنا من هجرني العشّ، وظلمتني الأقدار،
وأوجعني حنين الأعصار،
فرحتُ أُمْعِنُ في الأسفار حتّى أكل بي الليل النّهار!
وأثار ضنيني الأسرار.
عشقْتُ قصر عزلتي برغمٍ منّي، وندمت على (سِنّمار)!
وراح يعشقني الوجع، ويا لهول ما بي.
لقد تألَّم الوجع منّي، وقلب لي الألم ظهْرَ المِجَنِّ!
وها هو على قبري مازال يُغنّي!.
أنا من أحببت الإنسان في كلّ مكان،
أحببته من أقصى بلادستان إلى أقصى واق الواقستان!
أحببته في كلّ عراق في كلّ لبنان، في كلّ مصر وجزائر والسّودان،
في كلّ فلسطين من قدسها إلى أقصاها،
في ليبيا وتونس واليمان،
فكنت عروبيّة الإنسان والأديان، عروبيّة الأحزاب والأحزان!
****
استشاطَ بي القهر – حتّى رفضني القبر،
فشدّني المهجرُ إلى شذرٍ مذرْ،
فصار هاجسي أنْ أتلاشى في غياهب البشر!
ويا لها – وبقوّةٍ من سماءٍ وأبناء، وبفتون الدِّماء – أُمُّ الشّهداء،
أُمُّ العطاء، أُمُّ الإنسان والإيمان، سوريّتي تشدّني تقلعني من الموت.
وها أنا اليوم على ضفاف حياة أقوى من الحياة،
حياة يتصافح فيها التّلامح على شرفات التّسامح!
نعم.. نعم، ها أنا أعود ملكةً على وسطى الأكوان،
عبدةً لسيّد السّموات والأكوان!
عشتُ بقلب أُنثى الأُمّ والأخت والبنت في معنى من رجولة الأبطال،
من صلب الرّجال،
كنتُ وما زلت استواءً من الحبّ المطير،
ومداراً من الإنسان الضمير،
وأبداً إهليليجيّة سلامٍ وأمان!
وها أنا أعود منّي إليَّ، وبجناحَيْ الزّمان والمكان
أعود ملكةً على وسطى الأكوان!

د. سـحر أحمد علي 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار