الوحدة : 29-4-2023
الكوارث الإنسانية ظاهرة تجمع البشر من أصحاب النفوس السوية الذين تطغى عليهم الإنسانية ويدركون قيمة الحياة ويرون أن أبشع أنواع الضرر هي تلك التي تطال أرواح الناس، إن ضحايا الزلزال ليسوا وحدهم وهناك من يساعدهم اليوم، ونرى التعاطف الكبير مع المناطق المنكوبة والمتضررة بفعل الزلزال ،ونرى صور التضامن وتقديم المساعدة لنقول: الحمد لله ما زالت الدنيا بخير.
بهذه العبارات قدمت الدكتورة رنا جوني – جامعة تشرين لندوة في دار الأسد للثقافة أدارتها تحت عنوان (الدعم النفسي والكوارث) لتفتح سبل الحديث للدكتورة لميس حميدي والأستاذة سماح مصطفى المشاركتين بالندوة حول الموضوع في سؤال طرحته: ما هي التحديات والصعوبات التي تواجه الدعم النفسي في مجتمعنا، ولماذا يعد مهماً في حالات الطوارئ؟
الدكتورة لميس حميدي تناولت في محور حديثها مفهوم الدعم النفسي ومصادره من خلال تجربتها الميدانية مع متضرري الزلزال في مدينة جبلة حيث قالت بداية: الدعم النفسي هو موروث ثقافي اجتماعي نقوم به في حياتنا اليومية، فكل شخص لديه خبرات أومعاناة يعيشها ويكابدها، فهناك من يفقد مالاً أو عزيزاً لتكون الخسارة أو الفقدان. وتابعت بقولها: جميعنا يحتاج للدعم النفسي ولكن هذا يختلف من إنسان لآخر، إذ إن الدعم النفسي حاجة لمعالجة الضغط النفسي وتختلف استجابة كل شخص عن آخر فهناك من يتعاش مع أحزانه وآلامه.
بعدها أشارت الدكتورة لميس إلى عوامل الضغط النفسي الداخلية والخارجية وأدواره (إنمائية ووقائية) وأشكاله وشروط تقديمه لتستعرض في ختام حديثها بعض الحالات التي واجهتها في عملها مع متضرري الزلزال.
الأستاذة سماح مصطفى تناولت في محور حديثها عدة مواضيع ومفاهيم تتضمن الاستشارة النفسية بعد المعاناة من الزلزال مثل القلق والخوف والاكتئاب، لتؤكد أن القلق سببه داخلي والخوف سببه خارجي، وأشارت التنفس البطني العميق وتأثيره على العصب الحائر في الجسم والذي يعتبر أحد الأعصاب القحفية المسؤولة عن تهدئة الجسم والاسترخاء ثم نوهت إلى (اللوزة) باعتبارها الدماغ الانفعالي لكل الانفعالات وهي برج المراقبة للجسم، كما تحدثت عن عقدة ذنب الجاني حيث الإنسان يعاني من مشاعر متضاربة متأرجحة بين الحزن على من لم ينج من الزلزال والفرح بأنه نجا بنفسه وسلم من الكارثة، وأيضاً عرضت الأستاذة سماح استراتيجيات مواجهة عقدة ذنب الجاني لتختم حديثها بالتأكيد على أهمية الاستشارة النفسية وضرورتها في الوقت الحالي.
في ختام الندوة طرح السادة الحضور من أساتذة جامعيين وطلاب ومهتمين بعض التجارب التي واجهتهم بعد كارثة الزلزال والتي أغنت موضوع الندوة وكان لها الردود والحلول.
هدى سلوم