رقــم العــدد 9345
13 أيــــــــار 2019
تتفاوت درجة الإقبال على منتجات الدواجن خلال شهر رمضان، فبينما شهدت أسعار الفروج ارتفاعاً ملحوظاً، نجد انخفاضاً طفيفاً على أسعار مادة البيض مقارنة بالفترة الماضية، وأما عن أسباب هذا الوضع فيقول الدكتور باسم عابدين بأنه مرتبط بالعرض والطلب على مادتي البيض والفروج في الشهر الكريم.
فبالنسبة لأسعار الفروج والتي وصلت إلى 1700 ليرة لكيلو الشرحات و925 ليرة للفخذ و1100 ليرة لكيلو لحم الفروج الكامل و875 لكيلو الفروج الحي و1600 ليرة للسودة و1400 ليرة للسفان قال د. عابدين بأن الأمر مرتبط بالدرجة الأولى بارتفاع التكاليف ،حيث أدى هذا الأمر إلى ارتفاع تكلفة إنتاج الكيلو غرام الواحد من الفروج إلى ما يقارب الـ 800 ليرة سورية وهي الكلفة التي تجعل الأسعار الحالية مقبولة بالنسبة للمربي علماً أن الارتفاع الحاصل في السعر حالياً مقارنة بالفترة الماضية مرتبط بعامل ارتفاع الطلب على الفروج خلال شهر رمضان وهو الطلب الذي يختلف حسب أصناف الفروج ذاتها، فالطلب على الشرحات مثلاً يقل خلال شهر رمضان نتيجة لضعف إقبال أصحاب الوجبات عليها وهو ما يجعل أسعارها تنخفض مقارنة بباقي أشهر السنة لافتاً في هذا الجانب إلى أن بائعي الفروج يلجؤون وبغية تحقيق التوازن في أسعار هذه الأصناف إلى تخفيض أسعار ما يقل عليه الطلب وزيادة أسعار ما يزداد عليه الطلب وأشار بأن الأسعار بشكل عام هي متوازنة وتحقق نوعاً من هامش الربح للمربين متوقعاً أن تبقى أسعار الكيلو من الفروج خلال شهر رمضان قريبة من حدود الكلفة وتتراوح ما بين 750-800 ليرة سورية للكيلو غرام ولا سيما في ضوء وجود العرض والإنتاج الجيد في السوق التي تشهد تقارباً بين أسعار الدولة وبين أسعار الخاص لافتاً في هذا الجانب إلى أن السورية للتجارة تعرض كغ صدر الفروج بـ1750 ليرة والسودة 1400 ليرة وهي الأسعار القريبة من أسعار المنتجين الذين يعرضون المادة في السوق بأسعار متوافقة أيضاً من أسعار النشرة الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
المهرب غير موجود
وأما عن وجود الفروج المهرب في سوق المحافظة فقال د. عابدين بأن هذا النوع غير موجود أبداً حالياً بعد ضبطه لافتاً إلى أن هذا الموضوع انعكس في فترة من الفترات على المربين على مستوى القطر عندما كان يدخل عن طريق إدلب ليصل إلى دمشق دون تسجيل دخوله إلى الساحل وذلك نتيجة لعدم الإقبال على الفروج المجمد في المنطقة الساحلية لافتاً إلى أن الفترة التي كان فيها يدخل هذا النوع من الفروج إلى السوق شهدت انخفاضاً كبيراً في أسعار المادة تجلى بوصول سعر الكيلو غرام إلى 500 ليرة سورية وهو الأمر الذي أدى إلى إيقاع المربين بخسائر كبيرة أدت إلى خروج بعضهم من السوق نتيجة الخسائر التي لحقت بهم جراء التفاوت ما بين أسعار السوق وحدود التكاليف منوهاً هنا بدور المجلس الاستشاري لمربي الدواجن في وزارة الزراعة والذي أكد على قيمة هذه الظاهرة لما لها من تأثير سلبي على المربين والاقتصاد الوطني وأيضاً على المربين إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن خروج الكثير من المربين من السوق قد أدى إلى تقليل العرض في السوق وبالتالي إلى ارتفاع الأسعار مؤكداً في هذا الجانب على ضرورة حماية المنتج وذلك انطلاقاً من القاعدة الذهبية التي تقول بأن حماية المنتج هي في النهاية حماية للمستهلك مؤكداً في هذا الجانب على ضرورة تدخل مؤسسات التدخل الإيجابي التابعة للقطاع العام لتنظيم العرض والطلب وتحقيق التوازن في الأسعار سواء خلال فترات انخفاض الأسعار أو ارتفاعها وذلك لصالح المنتج والمستهلك على حد سواء ومن خلال سحب كمية من فائض الإنتاج وعرضها في صالات الدولة عنه انخفاض الأسعار حماية للمنتج وطرح المادة من مؤسسة الدواجن في هذه الصالات عند الارتفاع في الأسعار وذلك دعماً للمستهلك وكل ذلك بهدف الحفاظ على المنتج من خلال التقليل من خسائره وضمان مصالح المستهلك من خلال تمكينه في الحصول على المادة بأسعار مقبولة وهو ما يسهم في تحقيق قاعدة لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم.
قلة الطلب
وأما عن أسعار مادة البيض وانخفاضها في الفترة الحالية مقارنة بالفترات السابقة قال د. عابدين بأن الأمر مرتبط أيضاً بعدة عوامل لها علاقة بالعرض والطلب على حد سواء.
أما بالنسبة للأمر المتعلق بالطلب فقال بأنه يعود إلى انخفاض الطلب على مادة البيض في هذه الفترة مقارنة بالفروج ،حيث أن مادة البيض وجبة صباحية وهو ما يعني انخفاض الطلب عليها في رمضان نتيجة الصيام أما المرتبط بالعرض فإنه يتمثل بوجود إنتاج كبير في هذه الفترة من العام نتيجة زيادة إنتاج البيض سواء المنتج في المداجن أو من الدجاج البلدي مؤكداً أن هذين العاملين قد أديا إلى وصول أسعار البيض حالياً في الأسواق إلى ما يتراوح بين 900-1000 ليرة وهي الأسعار المقبولة نسبياً والمتقاربة مع حدود التكلفة والمتشابهة أيضاً على صعيد السعر ما بين أسعار السوق والأسعار الواردة في النشرات السعرية الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
غلاء الأعلاف
وفي الجانب المتعلق بالتربية وبتكاليف الإنتاج أشار الدكتور عابدين إلى أن الفترة الحالية تشهد ارتفاعاً في أسعار الأعلاف وذلك نتيجة للتذبذب الحاصل في أسعار الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي والذي يميل نحو الارتفاع في هذا الفترة وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المادة التي هي في القسم الأكبر منها مستوردة ويتحكم في استيرادها عدد محدد من المستوردين على مستوى القطر الذين يتحكمون في أسعارها وهو ما يدعو للتساؤل عن سبب غياب دور المؤسسة العامة للأعلاف في مجال الأعلاف المتعلقة بقطاع الدواجن واستيرادها ضماناً لتأمينها للمربين بأسعار عادلة ومقبولة.
الأدوية متوفرة
وأما حول الأدوية البيطرية الخاصة بالدواجن فقال بأنها متوفرة ولا انقطاع فيها وأن الموجود بجودة عالية وأغلبه من إنتاج محلي أو مستورد بشكل نظامي مشيراً إلى أن الارتفاع في الأسعار يعود إلى أسعار الدولار وأيضاً إلى كون المادة الأولية الداخلة في صناعة المنتج المحلي من الأدوية هو مستورد في النهاية مؤكداً وجود شركات إنتاج لها اسمها وتواجدها في السوق وذلك من خلال إنتاجها الجيد الذي يضاهي المنتج المستورد أما بالنسبة للقاحات المقدمة من قبل وزارة الزراعة للقطيع فقال د. عابدين بأنها محدودة وأن أغلب هذه اللقاحات تؤمن من قبل المربين.
مازوت مدعوم
ولفت د.عابدين إلى أن الفترة الحالية التي تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة تترك آثارها على صعيد التكاليف من خلال الحاجة إلى التبريد باعتبار أن الحرارة المرتفعة تؤدي إلى نفوق الدواجن مشيراً في هذا الجانب إلى أن الدولة تقدم المحروقات للمربين حالياً بالسعر المدعوم 180 ليرة لليتر وأنها سمحت لهم باستيراد المحروقات اللازمة لهم مباشرة مؤكداً على أهمية دعم القطاع وتوفير المستلزمات الخاصة بعمله وذلك نظراً لأهميته الاقتصادية الكبيرة التي لا تقتصر على الجانب المادي والإيرادات وتوفير المادة للسوق بالأسعار المقبولة وحسب وإنما على صعيد توفير فرص عمل لشريحة واسعة من المواطنين سواء في التربية أو البيع أو المطاعم أو غير ذلك في المجالات المباشرة أو غير المباشرة والتي تجعل من القطاع ليس وسيلة للحصول على الدجاج والبيض وحسب.
وفي جانب متعلق بالتربية أيضاً أشار د.عابدين إلى أن أغلب أمهات الدواجن مستوردة وبأن الإنتاج المحلي يغطي 80% من حاجة السوق مشدداً على ضرورة توطين الأمهات محلياً وذلك ضماناً لاستقرار صناعة الدواجن ولتوفيرها بالأسعار المناسبة كون أسعار الاستيراد أعلى من الإنتاج المحلي أما بالنسبة لأسعار الصوص حالياً فقال بأنه يتراوح ما بين 275-300 ليرة سورية معتبراً هذا السعر مقبول حالياً لا سيما وأن أسعاره كانت تصل في رمضان وعيد الفطر إلى نحو 400 ليرة سورية.
وأخيراً:
واختتم د.عابدين حديثه بالتأكيد على أهمية صناعة الدواجن وعلى ضرورة توفير مستلزماتها بالجودة والأسعار المقبولة وذلك ضماناً لاستمرار عرضها في الأسواق واستمرار العاملين فيها في العمل والإنتاج وذلك لما فيه الحفاظ على المنتج والمستهلك على حد سواء مؤكداً أن الأصوات ترتفع عندما ترتفع الأسعار ولكن الجميع يصمت ويبقى المنتج وحيداً عندما تنخفض الأسعار دون حدود التكلفة ويقع في الخسائر الكبيرة متحملاً آثار تلك الخسائر في إنتاجه الذي يعتبر مصدر رزقه وعيش أولاده مشدداً على دعم هذا القطاع الذي يتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة والذي يتمتع المنتج المحلي بخبرات واسعة فيه تراكمت عبر السنين مؤكداً أن تلك الأهمية لا تقتصر على حدود تأمين احتياجات السوق بل تمتد إلى إمكانيات التصدير الواسعة التي يمكن أن توفر في حال تأمين متطلبات مصدر دخل مهم لإيراداتنا من القطع الأجنبي.
نعمان أصلان