هل تنجح السورية للحبوب في إعـــادة إحيــاء ما دمـــره الإرهاب في هــذا القطــاع؟

رقــم العــدد 9345
13 أيــــــــار 2019

صدر قرار إحداث السورية للحبوب لتحل محل «الحبوب» و«المطاحن» و«الصوامع» في الشهر الماضي وبالنسبة لصوامع الحبوب في سورية فكانت قد تعرضت خلال السنوات السابقة لإرهاب ممنهج تمثل بسرقة الحبوب وتدمير فروع الشركة في الأماكن الساخنة ليستمر العمل في الفروع الآمنة لتأمين محصول القمح الاستراتيجي الذي يعتبر أولوية مطلقة بالنسبة للدولة السورية حفظاً للرغيف وتحقيقاً للأمن الغذائي مع العمل على استقدام القمح الطري من دول أوروبا الشرقية ومن عدة دول أخرى ،حيث بذل العاملون في صومعة طرطوس وعلى الرغم من النقص الكبير في الكادر جهوداً استثنائية لإنجاز عملهم بكل دقة وكفاءة خلال الأزمة، فيما تم توقيع اتفاقات مع الجانب الروسي منذ العام الماضي تتضمن ترميم الصوامع المخربة ودعم هذا القطاع ..
صومعة طرطوس
يشرح المهندس علي غانم مدير صومعة طرطوس أن صوامع الحبوب في طرطوس تعمل على استيراد وتصدير كافة أنواع الحبوب (دوغما) من القمح والشعير والذرة الصفراء وفول الصويا وهي الصوامع الوحيدة في الساحل السوري التي تقوم بهذه المهمة، وهي صومعة حركية وليست تخزينية، أما بالنسبة لعمل الصومعة في مجال التصدير فتقوم بتصدير كافة أنواع الحبوب القادمة من مختلف المحافظات السورية مثل القمح والشعير إلى عدة دول أوروبية وغيرها.
فبعد ترصيف السفينة وفتح عنابرها تقوم لجنة من الصومعة بأخذ عينات من القمح والشعير والمواد الأخرى ليتم فحصها في مخابر الشركة والتأكد من مطابقتها للمواصفات الواردة حسب العقد المبرم ثم يباشر بعملية التفريغ من السفينة إلى داخل الصومعة لتخزينها حتى يتم الطلب عليها عندما تشحن لكافة محافظات القطر، أما في حال لم تكن موافقة للشروط فيتم رفض كامل الحمولة، وتمتلك الصومعة مجموعة متميزة من الطاقات العلمية الهندسية المخبرية والفنية في مختلف المجالات وهذا ما جعلها تحقق قفزات نوعية في عمل هذه الصومعة نتيجة تضافر كل الجهود والعمل بروح الفريق الواحد وذلك مع الدعم الكبير والمتابعة والتنسيق اليومي مع الإدارة العامة مع الإشارة إلى أن سعة صومعة طرطوس المتواجدة في مرفأ طرطوس سعتها الفعلية 80 ألف طن أما السعة النظرية فتصل لـ 100 ألف طن وهي المركز الوحيد في الساحل السوري لاستلام الحبوب.
حركة الصومعة
وصلت إيرادات صومعة طرطوس خلال الربع الأول من العام الحالي 143 مليوناً و603 ألف ليرة، كانت حركة الصومعة خلال الربع الأول من العام الحالي على الشكل التالي: إدخالات ( 170 مليوناً و734 ألف و502 أطنان) أما الإخراجات فكانت (160 مليوناً و270 ألفاً و400 طن) ،فيما وصل عدد البواخر المفرغة لـ 14 باخرة وإجمالي الحركة إلى ( 331 مليوناً و4آلاف و902 أطنان) مع الإشارة إلى أن إيرادات الصومعة في كامل العام الماضي وصلت لـ 321 مليون ليرة ما يشير لتحسن الحركة هذا العام.
نقص العمالة
يتكون كادر الصومعة الموجود في طرطوس من 14 مهندساً و50 عاملاً يضاف إليهم نحو 6 عمال بعقود سنوية (الملاك العددي 70 عاملاً) وهذا يتسبب بمعاناة من قلة وضعف الكوادر الفنية القادرة على تشغيل خطوط الإنتاج وإجراء الصيانات الدورية اللازمة التي تضمن حماية الصومعة من الانفجار الغباري ما منع الفنيين الموجودين من الغياب وأخذ الإجازات لعدم وجود بديل ،حيث أن تأخير تفريغ حمولة البواخر يؤدي إلى زيادة تكاليف الترصيف من قبل إدارة المرفأ وهذا بدوره يؤثر سلباً على قيمة وثمن وجودة محتويات البواخر من الحبوب..
العمال يطالبون بالتأمين
في 30 نيسان2019 صدر قرار مجلس الوزراء على رفع نسبة التكليف بالعمل الإضافي للعاملين بمؤسسة الحبوب إلى 50% بدلاً من 25% خلال الفترة من 1/6 ولغاية 31/8/2019 وذلك تقديراً لجهودهم خلال الأزمة في حين يطالب عمال العتالة بإشراكهم بالمظلة التأمينية لضمان حقوقهم في نهاية الخدمة وهذا مطلب محق منذ عشرات السنين ،إضافة لإعفائهم بشكل دائم من التأمينات الأولية والنهائية والتوقيفات على العقود وإعفائهم أيضاً من حسم 10% أجور سيور ناقلة علماً أن الإصلاح على نفقة النقابة وتأمين سيور ناقلة تفي بالعمل الموكل للعمال وفق تعميم رئاسة مجلس الوزراء رقم 7339/5 لعام 2007 وتحويل عقود عمال العتالة من عقد مقاولة لعقود سنوية، فرغم الجهد الكبير الذي يبذله عمال صومعة الحبوب في طرطوس إلا أنهم لا يحصلون على أي مكافآت أو حوافز تتناسب وطبيعة عملهم، ولم تلق مطالبهم المتكررة للجهات المعنية بتقديم الحوافز لهم أي رد إيجابي من شأنه أن يكون تحفيزياً لمتابعة عملهم، ناهيك عن صعوبات العمل الناتجة عن قدم هذه الآليات والحاجة الماسة لتطوير هذه الآليات التي يعمل عمال الصيانة والورش الفنية بشكل مستمر على صيانتها لتقضي الحاجة منها..
أيضاً يجري العمل في الصومعة في جو غباري مع روائح تعقيم سامة ناتجة عن عمليات تعقيم الحبوب مع ضعف في وسائل الأمان والسلامة للعمال الأمر الذي يتطلب المعالجة للحفاظ عل سلامة العمال وتأمين الطبابة الصحية الكاملة لهم مع الإشارة أيضاً للحاجة لعمال لتنظيف الساحات أيضاً وإيجاد نظام تعويضات مالية يتناسب مع واقع الحال والأسعار الحالية..
تطوير عمل الصوامع
تم الحديث سابقاً عن فكرة بناء صومعة تخزينية بطاقة 100 ألف طن في موقع دير البشل ببانياس ،حيث يوجد 40 دونماً للدولة كانت قد تم التفكير ببناء مجمعات تنموية فيها من قبل الحكومة، الموضوع الذي تم نسيانه مع تعاقب الوزراء أو لأسباب لا نعلمها لنصل للاتفاقات التي تمت مع الجانب الروسي حيث تم الاتفاق معه على ترميم وبناء الصوامع التي دمرها الإرهاب ونقل التكنولوجيا الروسية اللازمة لخطوط التشغيل والإنتاج في الصوامع والمطاحن وتزويد المرافئ بأحدث تجهيزات الشحن والتفريغ وتأهيل الكوادر الفنية السورية للقيام بأعمال صيانة للمنشآت التي يتم إنجازها لضمان استمرارية عمل الصوامع والمطاحن كما تتضمن الاتفاقية توزيع وتسويق القمح الروسي انطلاقاً من المرافئ والطرق السورية الأمر الذي يتطلب أيضاً تجهيز البنى التحتية اللازمة من تعميق الأرصفة في المرفأ وتنفيذ شبكات النقل البرية والسككية اللازمة وهو ما وعد الروس بإنجازه أيضاً..

رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار