خطر الأبنية المتصدعة في “اسطامو” .. بانتظار تنفيذ الهدم

الوحدة: ٢٦-٤-٢٠٢٣
رغم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها قرية اسطامو بريف اللاذقية جراء زلزال سورية مايزال مصير عشرات العائلات المتضررة مجهولاً..
هذا وتعد “اسطامو” إحدى أكثر القرى المنكوبة بزلزال الـسادس من شباط، حيث شهدت وفاة أكثر من ٥٠ شخصاً من أهلها بينهم عائلات كاملة، بالإضافة لانهيار أكثر من ١٤ بناء في مواقع متفرقة منها، فيما قيمت لجنة السلامة الهندسية التي قامت بالكشف الأولي على الأبنية المتضررة وجود أكثر من ٥٠٪ من الأبنية الحديثة في المنطقة ذاهب أما للتدعيم أو للهدم وذلك في الأيام الأولى من عملها.
عشرات العائلات أخلت منازلها خوفاً من سقوط الأبنية المتصدعة عليها ..
يقول منجد عاقل: من سكان منطقة اسطامو وأحد المتضررين لـجريدة الوحدة: أسكن في شقة ضمن بناء حديث، تضرر بشكل كبير، حيث قمنا بإخلائه، و تم اتخاذ قرار بهدمه من قبل بلدية قمين لتضرره الواضح و تشكيله خطراً على الجوار بالإضافة للأبنية المحيطة فيه، سكنا في بيت أهلي الملاصق للبناء المتصدع الذي أصبح يضم ثلاث عائلات.
وعود كثيرة رغم المراجعات المتكررة التي قمنا بها إلى البلدية و المحافظة، ولكن للأسف لم يتم التعامل معها أو تنفيذ أمر هدمه رغم كل هذه المدة، يكمل عاقل حديثه لـ “جريدة الوحدة”: عشرات العائلات أخلت منازلها المجاورة خوفاً من البناء المتصدع و البلدية لا حول ولا قوة، فلا آليات ولا لجان مختصة بالهدم لديها للتعامل مع خطورة البناء، ليبقى أملنا الوحيد بقيام المحافظة بالإسراع بالتعامل مع خطورة الوضع و تنفيذ الهدم، فكلما زادت المدة و ازداد عدد الهزات الارتدادية كلما ارتفعت الخطورة على الجوار و المارين، بالإضافة للأطفال المتواجدين بالجوار الذين نحاول مراراً و تكراراً إبعادهم عنه بسبب تساقط الحجارة منه.
فيما يؤكد علي عاقل أبو منذر الذي لم تشفع له سنواته الثمانون و تجاعيد يديه المتعبة من سنوات العمل في الأرض لتأمين ثمن مكان يأوي إليه ابناؤه مع عائلاتهم ليأتي الزلزال و يحصد جنى عمره: بهاتين اليدين اشتغلت و تعبت و شقيت لبناء بيت يصون كرامتنا، يكمل العم أبو منذر حديثه للوحدة: رغم خسارتنا الكبيرة إلا أن خوفنا من سقوط المبنى المتصدع على منزلنا أكبر بكثير، بيتي عبارة عن أربع غرف، أخلينا غرفتين ملاصقتين للبناء المتصدع و أصبحنا نقيم بغرفتين نحن و أولادي و عائلاتهم الذين خسروا منازلهم ضمن البناء المتصدع، فلا مكان آخر نلجأ أليه، وعدنا بالسكن البديل، لكن الأولوية للمنازل المتهدمة بالكامل كما قالوا لنا.
“أليست الأبنية الآيلة للسقوط والتي تم إخلاؤها بالكامل و أخذ القرار بهدمها حالها حال الأبنية المنهارة؟! “.
تساؤلات عديدة يطرحها العم أبو منذر الذي ينتظر مع أولاده و عائلاتهم تنفيذ قرار الهدم دون علم مسبق إذا كان قرار السكن البديل سيشملهم، والذي تعمل الجهات المختصة على تأمينه كسكن مؤقت للمتضررين من الزلزال.
ما يقارب ٦ أبنية آيلة للسقوط في اسطامو بانتظار تنفيذ أمر هدمها حتى الآن ..

*و فيما يخص قرار الهدم بحق هذه الأبنية أكد المهندس منهل طالب رئيس بلدية قمين للوحدة: تهدم ١٤ مبنى في قرية اسطامو التابعة لبلدية قمين و عشرات الأبنية المتصدعة بعد الزلزال، لجان الكشف الأولي باشرت عملها منذ الأيام الأولى للكارثة، و تم إحصاء العديد من الأبنية الخطيرة و غير الآمنة، ومن ثم قام السيد محافظ اللاذقية بتشكيل لجنة سلامة عامة ضمن القرار “537” تضم خيرة الدكاترة بالهندسة الإنشائية من جامعة تشرين، بالإضافة لمهندسين ذو خبرة عالية مهمتها تحديد الأبنية المتضررة التي تحتاج إلى هدم من بين الأبنية التي قامت اللجنة الأولية بتحديدها خطرة على السلامة العامة، حيث أوصت اللجنة فنياً بضرورة هدم ٦ أبنية ضمن العقارات ١٧٢،١٧٠، ٥٠٢،١٢٨، ٥٩٧ بالإضافة لبيت عربي.

بعض هذه المباني خطر جداً لقربه من الطريق العام، بالإضافة لوجود خلل في الجملة الإنشائية للبناء ككل، وأحد هذه الأبنية هو البناء الواقع في العقار /١٧٠/ و ملاصق لمنزل أبو منذر عاقل، المحضر مكون من أربعة طوابق و يشكل خطراً على البيت الأرضي الملاصق له و الذي احتضن بعض العائلات التي تضررت من هذا البناء، بالإضافة لخطورته على الطريق الرئيسية التي يتردد عليها الكثير من المارة المشاة.

و عن تنفيذ القرار بما يخص هذا البناء و غيره من الأبنية المتصدعة يقول المهندس طالب: نحن في بلدية قمين وفي اليوم ذاته الذي صدر فيه تقرير لجنة السلامة و هي اللجنة الثالثة في ريف القرداحة، اجتمعنا في المجلس وأخذنا القرار بتوصية البلدية بهدم الأبنية التي قررت لجنة السلامة حاجتها للهدم مباشرة، و أصدرنا الأمر بالهدم .. ولكن نحن كبلدية لا نملك الإمكانيات المادية والآليات لتنفيذ الأمر، كما لا نملك الخبرة الفنية للقيام بالهدم ضمن شروط السلامة العامة كي لا يترافق مع تنفيذ الهدم أي خلل يؤثر على حياة المواطنين أو أملاكهم، و لذلك خاطبنا المحافظة عدة مرات للمساعدة في التنفيذ، وفي الفترة الماضية وعدنا بأنه سيتم التعاقد مع شركة إنشائية متخصصة للهدم قريباً.
بين البلدية و المحافظة و تنفيذ قرار هدم بحق الأبنية المتصدعة تبقى حياة عشرات الأسر في قرية اسطامو ضمن دائرة الخطر، بانتظار السرعة في التنفيذ كي لا يضافوا إلى قائمة ضحايا زلزال سورية.
أفرورا عيسى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار