الوحدة: ١٢-٤ -٢٠٢٣
رجلٌ وقور، خالط الشّيب رأسه، يُحدّثك بأناةٍ تنمّ عن خبرةٍ صقلتها السّنون، يهوى الأدب والشعر والفصاحة، وتُعيدك كلماته إلى زمن البلاغة الجميل، يجمع خلاصة نتاجه بين أوراق دفترٍ عامرٍ بقوافٍ سطّرتها أقلامه بمداد من الألفة والمحبة… إنه السيد هيثم محمد قاسم، هاوي شعر وليس شاعراً – حسب قوله – تأثر بكثير من شعراء العصور الذهبية أمثال المتنبي وسعيد عقل وبشارة الخوري، ينظم قوافي أشعاره بإحساس مفعم بالحبّ والشوق واللهفة ومزيجٍ من الفخر والعزة والكبرياء..
يتحدث عن بداياته قائلاً: مدحت أصدقائي ببعض القصائد التي نالت إعجابهم وتقديرهم، وبدأت بنظم قصائدي متأثراً بعدد من شعراء العرب كالمتنبي وبشارة الخوري، ومنهم إبراهيم ناجي الذي تأثرت كثيراً بأسلوبه في نظم الأطلال، فكانت قوافي قصائدي من وحي أطلاله، وفكرة الأطلال خطرت في بالي كهاوٍ، وأقصد بها مفردها طلل وتعني آثار، أي أثري بما وجدت وكيف رأيت حياتي، ما لقيت منها وما سألقى؟ أي تعني آثاري.
وعن عشقه لمدينة اللاذقية التي خصّها بقصيدة بثّ فيها ولهه وعشقه وحبّه اللامحدودين لها يقول: أحبّ عمري وحياتي ووجدت في مدينتي مناخي وميداني وحقلي، وما بقي مني وما سيبقى، وأتمنى أن أكتب ألف بيت قصيد منها، وفي كل مناحي الحياة بها.
ويتابع سيرته الذاتية والأدبية مضيفاً: أحبّ كتابة الروايات التاريخية الوطنية والقومية بعنوان: صقور الشّمال.. وكتبت الأولى منها فيما يخصّ سليمان الحلبي وحلب بأسلوبٍ أدبيّ وتاريخي حتى وفاته وعلاقته بحلب ومصر أثناء حملة نابليون بونابرت.. والرواية الثانية كانت محل نظر في فكري وتخصّ البطل الشّهيد جول جمّال.
يقول في مطلع قصيدته يا فؤادي:
يا فؤادي سوف تعطي للهوى
ما عطاه ربّ قلبٍ يخفقُ
هذه الأطلالُ بضعٌ للجوى
في ربيعٍ وجمالٍ يورقُ
هذه الأطلالُ منها للدّوا
أينما كنتَ فرطبي مُنمِقُ
ومن غزله وولهه بمدينة اللاذقية نقتطف الآتي:
لاذقي فيكِ غمري والهوى
فينيقيٌّ قد طماكَ الأنقُ
أنا كالبدر كما أنتِ سما
يا ابنة الكرم كلانا يعشقُ
ودعاني القلبُ في أهوائهم
وهَتفتُ الصّوت عالٍ اسبقوا
باركَ الله بقومٍ قبّلوا
شاطئ الرّملِ وبحراً التقوا
ريم جبيلي