جريدة الوحدة: 6-4-2023
بضع عشرة قصة قصيرة تغرف أحداثها في بحر الواقع العميق، وتختار شخصياتها من قاع المجتمع السحيق.
قصصٌ مدهشة يظهر فيها الخيال واقعاً، والواقعُ خيالاً، يكاد كاتبُها الأديب الصحفي سنان سوادي أن يشق فيها درباً جديدة متفرعة عن دروب القصة القصيرة..
ويرى الباحث والناقد حيدر نعيسة، في إضاءته على المجموعة القصصية، (سايكو) للقاص الشاب سنان سوادي، أنّ المجموعة فيها قصص صالحة لأن تُمثل وتُؤدّى على خشبة المسرح، وأن تُعرض على شاشة التلفزيون، حيث تجمع بين طياتها المأساةَ والملهاة معاً..
وفي إهداء الكاتب مجموعته جاء، إلى :
والديّ العزيزين
إلى المعذبين في الأرض..
إلى الأفئدةِ التي ترتجف كلَّ صباح
إلى الذين يقبعون في قاع الجحيم
إلى العيون الخائفة من النظر إلى السماء
إلى شخوص وأبطال هذه القصص سواء كانوا نتيجة أو سبباً…)
وأفرد قولاً لأديب البحر الروائي حنا مينه يدعو فيه إلى الفرح الإنساني المطلق:
(يجب أن نفرح وأن لا نهزمَ الإنسانَ فينا)..
وفي إشارة تعريفية من الكاتب لمعنى كلمة سايكو نقرأ: بأنه اضطراب في الشخصية، يتميز صاحبُه بالعديد من الصفات أهمها السلوك ضد المجتمع، والغطرسة، والخيانة، والتلاعب بالآخرين مع افتقاد الشعور بالتعاطف مع ضحاياه، وعدم الشعور بالذنب أو الندم على أفعاله الخاطئة..
وتضمّ المجموعة 18 نصاً قصصياً متنوعاً في موضوعاته، فيها أضواء كاشفة مسلطة على الوصوليين، والمنافقين، والمزيفين، والمدّعين، كما فيها حالاتٌ من صراع الإنسان مع الزمن والقدر، ومع حظه، ومع واقعِه المؤلم..
ولم ينسَ الكاتب أيضاً ملامسته لنبض العشاق والحالمين، في بعض قصصه.
ومن يقرأ نصوصَ سنان سوادي يستذكر، بلا عناء، أسلوبَ الكاتب التركي الساخر عزيز نيسن، مع دغدغاتٍ من الخيال العلمي، وشيءٍ من السوريالية، وإيقاعاتٍ متواترة من العبثية، كما فيها إسقاطاتٌ مدروسة على الواقع المعاش، وكثيرٌ من الدهشة الممتعة المباغتة، التي تفاجئنا مع كل قصة نتوغل في أحداثها الرشيقة..
ومع النقد الساخر اللاذع الذي اتسم به أسلوب الكاتب نجد أنفسَنا وكأننا أمامَ سيناريوهات جاهزة، هي أقرب ما تكون إلى لوحات (بقعة ضوء) التلفزيونية، التي أمتعتنا لوحاتها في الكثير من المواسم الرمضانية..
* بطاقة:
سايكو
تأليف: سنان سوادي
لوحة الغلاف: للفنان ثائر زيدان
صادرة عن منشورات (دار بعل) للطباعة والنشر والتوزيع بدمشق
جورج إبراهيم شويط