الوحدة : 26-3- 2023
رغم تطوّر وسائل الإعلام، وآليات التعليم، إلاّ أنّ القراءة لا تزال لها مكانتها الخاصة، في التعليم والتلقين وخاصة القصة، باعتبارها ترافق الإنسان منذ بداية حياته، من خلال القصص التي ترويها الأمّهات لأطفالهن في بداية حياتهم، حتى قبل تعلّم آلية القراءة، والكتابة – هذا من جهة – ومن جهة أخرى باعتبار الطفل شغوف بالقصص، وبتتبّع أحداثها، كذلك لأنّ القصة تعتبر الوعاء المناسب الذي يُمكن من خلاله تقديم الأفكار التي نرغب في توصيلها للأطفال، والقيّم التي نُريد غرسها في نفوسهم، حتى يُرَبوا تربية سليمة، لا تشوبها العقد النفسيّة.
هذا ما جاء في مقدمة دراسة تحليلية حول ” البنية القصصية في أدب الأطفال” للباحثة جميلة زنير، والتي ناقشت فيها أهمية أدب الأطفال ( وخاصة القصة) ودورها الأساسي في بناء شخصية متوازنة ومتفاعلة مع محيطها الاجتماعي عند الأطفال، وقد بررت الباحثة اختيارها لدور القصة كأحد أهم العوامل المؤثرة في تكوين وصياغة شخصيات الأطفال بالقول :” لقد كان سبب اختياري لفن القصّة في أدب الأطفال هو ميلي لفن القصّة بصفة عامة، وثانياً لما للقصة من أهمية، تستحقُّ منَّا العناية والاهتمام. وهذا ما ارتأى طرح إشكالية متمثلة : ما هي قصص الأطفال؟ لماذا تقدم هذه القصص للأطفال؟وللإجابة عن هذه الإشكالية، اعتمدتُ على المنهج البنيوي التحليلي، ومن هنا اقتضى البحث خطة وزعت كالآتي: مدخل وُسِم بـ”أدب الأطفال بين المفهوم والنشأة”، تعرضت فيه لمفهوم أدب الأطفال، تاريخه عند العرب والغرب، وكذلك مشكلات أدب الأطفال، وفصل أوّل وسم بـ”قصص الأطفال، بناؤها أنواعها وأهميتها” حيث تطرقت فيه لمفهوم قصص الأطفال، والبناء في هذه القصص، بالإضافة إلى أنواع قصص الأطفال، والقيّم التي تحتويها كذلك الصورة في قصص الأطفال، أمّا الفصل الثاني من البحث فقد وُسم بـ”سلسلة الأقحوان” فقمت بدراسة تحليلية لهذه السلسلة، ثم البناء في هذه القصص بالإضافة إلى القيّم الموجودة فيها، وكذلك الصور التي جاءت في السلسلة، وأشارت الباحثة إلى أنها استعانت بجملة من المصادر والمراجع أهمّها : ” أدب الأطفال (قراءات نظرية، ونماذج تطبيقية) ” لسمير عبد الوهاب أحمد “. ” النص الأدبي للأطفال في الجزائر، دراسة تاريخية فنية في فنونه وموضوعاته “للعيد جلّولي “. ” أدب الأطفال (الشعر، مسرح الطفل، القصة) ” لفوزي عيسى.
وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء الدراسة، قالت : ” لقد واجه البحث بعض الصّعوبات التي تمثلت أساساً في ضيق الوقت.
وفي نهاية دراستها، أكدت الباحثة أنها توصلت إلى مجموعة من النتائج أهمها :
” يميل الأطفال إلى القصّة لأنّها تمسّ مشكلاتهم، وتتفق مع أفكارهم، ومشاعرهم، مما يجعلهم يتفاعلون معها. إن فوائد القصّة كثيرة، وتأثيرها على الطّفل واضحٌ وجليٌّ، من خلال التأثير في تقويم سلوكهم، وبلورة شخصيتهم.
فدوى مقوص