الوحدة 25-3-2023
شهر رمضان الكريم لهذا العام مختلف تماماً عن السنوات السابقة بسبب الظروف المأساوية المتعدّدة التي طالت الأسر السورية المعنية بصيام الشهر الفضيل، فأسواق الخضار هي الملاذ الأخير لربّ العائلة، علماً أنها الآن لم تعد ذلك الملجأ الآمن، فهناك شريحة واسعة أخذت تكتوي بنار الأسعار التي لا رادع لها، حيث أصبحت تعتمد على أبسط الأكلات كلفة مع إلغاء كامل لإحدى الوجبات اليومية، أو الاعتماد على وجبة واحدة، وبالشكل العام الّلحوم والتمور والفاكهة ليست حاضرة على أغلب الموائد بسبب الجنون الكبير الذي وقع على أسعارها، والتي دخلت عالم الأحلام عند الكثيرين.
ومن قلب سوق قنينص الشعبي للخضار ستكون الزيارات متواصلة إليه، وسيكون الاعتماد كبيراً على خضراوات هذا السوق والتي طالتها أيضاً شظايا الأسعار وارتفاعاتها الغريبة، فهل يعقل أن تكون خسة فتية لا تمتلك سوى عدّة أوراق بمبلغ ١٠٠٠ ل.س؟ والأمر نفسه يقع على ربطة نحيلة من البقدونس والجرجير، ناهيك عن أسعار السلق والسبانخ والبطاطا والبندورة التي ارتفعت أسعارها بنسب متفاوتة قبل حلول الشهر الفضيل، فهل ستكون السلّة الغذائية المنتظرة وما تحويه (كرتونتها) من معلبات وحبوب هي مصباح (علاء الدين) بالنسبة لهذه الأسر المنكوبة على مدار سنين طويلة من حرب وحصار، حيث أكمل المهمّة مؤخّراً الزلزال وكذلك العواصف والسيول وقبلها الحرائق والأوبئة .. وكل الأمل أن يكون رمضان الكريم لهذا العام منعطفاً آخر نحو انفراج عريض، يضع الحدّ لهذا البؤس والفقر الذي صنعته الأوضاع وغضب الطبيعة بآنٍ معاً ؟
سليمان حسين