الوحدة 23-3-2023
حلّت الزلازل والهزّات، ولكن ربما الخوف وحده، هو الذي تركني أتمسّك بالبقاء في المنزل، بعد مغادرة الجميع بما فيهم نصف الأغراض ونصف الذكريات، وإلى الآن ما زلت كذلك، إلاّ لأسباب طارت عن المألوف، ولدقائق لا تصل إلى ملء كفيّ ماء. والسؤال: هل هناك أسوأ من نتائج الزلازل؟ نعم فحين أجد البعض، وأقول البعض ممّن يحمل الاستهتار واللامبالاة والأنانية، وعلى رأسهم جاري الذي اكتشفت أنني كنت مخدوع به، وتركني أقول: ما أجمل الموت، فهو أي جاري يحمّلني تبعات ما حدث ويحدث، معتمداً في ذلك على مبدأ (اتّهم غيرك فتنجو بنفسك)! وفعلاً لم تعد الأسرار مخبوءة في مثل تلك الظروف، فيتقابل الشبع والجوع، والنوم والاستيقاظ، وصارت أصغر الأعمار إلى أكبرها تعرف أدقّ التفاصيل والتوقعات. زارني شخص آخر كانت لي معه إساءات لم تطفئها الأيّام، وكنت منبهراً لمفاجآته الزلزالية، فنسيت خصومتي معه، وأسعفني الحظ بتقديم مساعدة مجزية له. في اليوم التالي: أرسل يعاتبني على قلّة ما تمناه مني، وكأنه يريد مكافأة على قدر وعدد التي لا يمكن تلبيتها، فأيقنت أنّ (الحمار يصير نمراً) في مثل هذه الأيام.
سمير عوض