هل عادت نفوسنا إلى فطرتها الإنسانية؟

الوحدة: ٢٢-٣-٢٠٢٣
مرت علينا أيام عصيبة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحسد عليها.
هل هناك كارثة أشد رعباً من الزلزال؟!
قضينا و نقضي أوقاتاً انقطعت فيها أنفاسنا أو تكاد.
الآن، و بعد مرور أكثر من أربعين يوماً على الكارثة، هدأ روعنا قليلاً مع دخولنا في حالة مقبولة من التوازن النفسي مع ما حدث.. وفي جردة حساب سريعة عما جرى.
في (ساعة غفلة) لا ينفع فيها لا مال ولا بنون.
في لحظات انهارت فيها كل متع الحياة و زهوها، كان الملاذ الوحيد الذي لا يقدر بثمن خيمة متواضعة في أي مكان يكتنف مزيداً من الأمن و السلامة.
في لحظات تحلّلت فيها نفوسنا من كل شيء إلا من الرجاء و التضرع إلى الله أن يتلطف بنا في أقدارنا و يخفف عنا هول الخوف و الخشية مما هو قابل.
جمعت الناس في هذي الفترة شجون الضعف و الفزع ذاتها.. ليبقى السؤال الوجودي الأهم:
هل عادت نفوسنا إلى فطرتها الإنسانية؟ هل جمعتنا المصيبة بعيداً عن كل الفوارق الاجتماعية و المادية؟
كان جلياً و واضحاً الاندفاع الكبير
والملفت لكثير من السوريين منذ اللحظات الأولى للكارثة نحو محاولة إنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض، والاهتمام و العناية بأولئك الذين فقدوا منازلهم بفعل الزلزال، بتأمين المنازل بشكل مجاني و تزويدهم بمستلزمات الحياة الأساسية و العاجلة من طعام و لباس و أدوية.
لقد جسد هؤلاء الطيبون أسمى صور الإنسانية الراقية، السمحاء، الذي كان له في قلوبنا جميعاً الأثر الكبير، و تكريس الإيمان بأن شعبنا الرائع و بالرغم مما عانى و قاسى في سنوات الحرب،
وما زال يعاني، لازال على درجة عالية من الطيبة و الإنسانية و التمسك برسالته الإنسانية الخالدة على مر العصور.
لا خوف أبداً مهما حصل على شعب تفوق و باقتدار على أقسى ظروف الحياة و القدر و ظلم الأعداء و الحاقدين.. انتصر على كل ذلك و أوجد من رحم الكارثة و الحزن بلسماً لكل جرح و لكل قلب كسير.
أكتب سطوري هذه و قلبي ينبض سكينة مع كل حرف يصف لهفة السوريين و إنسانيتهم فيما حدث.. شكراً لله على السراء و الضراء، و نسأله بكل ما أوتينا من المحبة و الخير أن يحمي بلدنا، وأن يجعله آمناً في كل وقت و حين.
نور محمّد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار