الوحدة: ٢٢-٣-٢٠٢٣
في ديوانه العاشر “فراديس الروح”، يجدد الشاعر العراقي الكبير حسين حسان الجنابي صداقته العميقة مع اللغة النابعة من جذور الأصالة والإبداع والتحليق الذي لا ينتهي في فضاءات الجمال الذي هو بدء الشعر ومنتهاه، فلا معنى لأدب أو فن أو إبداع أو شعر لا يمتلك جناحي نسر، أو نورس بحري، لا يمتلك بحراً من التحولات العشقية والجمالية المرتكزة على اللغة الحية والخيال الذي لا تشرحه الكلمات، ولا تحده الجهات، فالكلمة في قاموس الشاعر تتحدث عن نفسها من حيث الجزالة والدهشة والروعة والبيان، هو حال شعراء اليقين الذين أصلهم في الأرض وفرعهم في السماء، فلا حدود لخيال الشاعر مادامت السموات البعيدة مداه، والأرض بما رحبت بهاه، وهو بحار يجدف وحيداً في خضم البِحار، بَحّار سلاحه الكلمة، مجدافه الخيال، عدته وعتاده عشقه للإبداع، للجمال، للحياة.
أما وأن شعر رمضان يدق الأبواب، فلنستمع إلى قول شاعرنا في مقدمة ديوانه “فراديس الروح” عن رمضان:
إذا ما ضاق صدرك بالظنونِ
وأردتك النوائب في شجونِ
ففي رمضان ترياق ومصل
يداوي كل مجروح حزينِ
حباه الله فضلاً وامتيازاً
على كل الشهور بكل حينِ
به الآلاء والخيرات تترى
سواء بالشمال أو اليمينِ
إلهي إن عبدك مستجير
وما إلاك من حصن حصينِ
د. رفيف هلال