نافذة للغيم والمدى

الوحدة: ٢٢-٣-٢٠٢٣
في هذه المدينة البحرية ..
يطالعك الحزن من النوافذ والأزقة ..
من الشرفات التي انتظرت مطراً شفيفاً بلون الحلم ..لكنه تأخر في المجيء ..وبقيت هي وصوت فيروز الساحر ..تستيقظ كل صباح لتغزل شالاً من حرير الوقت ..والأمنيات !!
تفتش عن ظلك الهارب من كل ماهو جميل ” على غير عادتك “..حتى لاتتذكر كم أصبح هذا العالم قبيحاً ..وكم فقدت من الأشياء الحبيبة ”
تتأبط غربتك ..وصندوق ذكرياتك العتيق ..ترش العطر على النابت من ذقن وحشتك ..تهبط درج المنزل عارياً إلا من خيباتك ،وتهمس لزورق الأرصفة الممتد أمامك ..أنك متعب ووحيد كزهرة عباد شمس فقدت شمسها !!
في هذه المدينة البحرية …
تفتقد مقهاك القديم ..وكأس الشاي المعتق برائحة الحنين , وقصائد الحب والمطر …
تهرول مع البقية خلف حافلات النقل العام ..وتبتسم في سرك حين تفوز بمقعد صغير يقلك إلى منزلك بسلام ..
في هذه المدينة البحرية ..
تتذكر بين حين وآخر ..
أنك كنت صديق النوارس ، والموج ..
وأنك لاتزال ذلك الطفل الشقي الذي يصنع قوارب الورق ويرسلها إلى الضفاف السعيدة ،ومدن الأحلام الغامضة ..دون عناوين ..أو طوابع بريدية ..
وأنك لم تكبر إلا في تجاعيدك العنيدة..وخصلات شعرك الفضية ..ورغيف حزنك الذي يكتب كل فجر رسائل الشوق والحب لحقول الحنطة المترامية فوق أطراف الذاكرة !!
منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار