العدد: 9343
9-5-2019
بيني وبينك مساحة الجفون، وبينك وبين الآخرين ورقة توت..
الدرب مظلمة مليئة بالأشواك، أبداً لن ألقاك وأنت تعيشين أيامك الذابلة، حلمت أن أرى الجمال بعينيكِ وهي ومضة روح فتيّة.
* * *
وأنت تسيرين الدرب في وحشة عتمة كئيبة، ثمّة تتعانق مواكب البشر، وبين ثنايا شعرك يتفاعل خوف كئيبٌ، وقلبك ما يزال هشاً على أن لا تسقط ورقة التوت!
تعانقت الألوان والمسافة معاً حين يحلّ الانتظار، وتتعمّق المسافة بين السهول والجبال، وبيني وبينك مسافة، فلماذا هذا الاختيار الصعب؟؟ وأنت تسيرين في وسط هذا الركام البعيد، ولماذا هذا الاكتئاب المملّ؟
* * *
خطوةٌ بخطوةٍ أراك تهزمين أو تختبئين كطائرٍ هدّه الفزع حين سماع صوت البندقية على حين غرّة، وأرى البشر كهياكل بلا عينين تتفرّج على من يسيطر على من سينتصر، تناسوا حضاراتٍ كانت هناك، وحيث الأشجار تتعرّى والتضاريس تنخفض مشرعة بالرحيل، فعلام الخوف وعلام لا تعبرين؟
* * *
لوك الدرب وتعبرني المسافات حين يحلّ الظلام الدامس في هذا الليل الكئيب، وفي الدروب الخشنة، وهل لي أن ألاقيك في نهاية هذه الدروب المظلمة كي تشبع منك الأفئدة على مرّ التاريخ.. وهل تسقط ورقة التوت من جديد؟ وتهرسك المسافات الطوال؟
أمير أحمد سلوم