الوحدة : 19-3-2023
أثارت نسخة مطورة بواسطة الذكاء الاصطناعي من لوحة “الفَتَاة ذَات القِرْطِ اللّؤْلُؤْي” للفنّان الهولنديّ “يوهانس فيرمير”، والتي تعد من أشهر الأعمال الفنيّة في تاريخ الفن، جدلاً في متحف هولندي، في ظل تمدد هذه التكنولوجيا نحو مختلف القطاعات حول العالم.
يلاحظ المُشاهد في النسخة المطورة اللمعان نفسه مثل اللوحة الأصليّة، ولكن عند الفحص الدقيق، تظهر تفاصيل غريبة لافتة للنظر، منها أنّ الفتاة ترتدي قرطاً واحداً في اللوحة الأصليّة بدلاً من قرطين متلألئين واحد على كل جانب، مع نمش بلون أحمر غير طبيعي على وجهها في النسخة المطورة للوحة.. وعُرضت النسخة المطورة للوحة في متحف ماورتشهاوس في لاهاي، ضمن مجموعة من نسخ صنعها هواة عن اللوحة الأصليّة التي رُسمت عام 1665م، والتي تتواجد حالياً في متحف رايكسميوزيم في أمستردام، على سبيل الإعارة لعرضها في حفل ضخم يضم أعمال صانعها الهولنديّ الشهير.
وتساءل رواد وسائل التواصل الاجتماعيّ في هولندا، عن سبب عرض لوحة مصنوعة بالذكاء الاصطناعيّ في معرض ماورتشهاوس، الذي يضم على وجه الخصوص أعمالاً كلاسيكيّة للفنّانين “يوهانس فيرمير” و”رامبرانت فان راين”.
وقد أعدّ المصمّم الرقميّ “جوليان فان ديكن” المُقيم في برلين، النسخة المطوّرة، في إطار مسابقة نظمها متحف ماورتشهاوس دعا من خلالها أفراد العامة إلى إرسال نسختهم من اللوحة الشهيرة، حيث استخدم أداة الذكاء الاصطناعيّ Midjourney “ميدجورني”، القادرة على إنشاء صور معقدة.. إضافة إلى برنامج فوتوشوب لتعديل الصور.. واختيرت نسخته من بين خمسة أعمال من أصل 3482 عملاً فنيّاً قُدّمت في المسابقة.. فكتب المصمّم “جوليان” على انستغرام: من السريالي رؤيتها في متحف.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعيّ بعاصفة من الجدل رفضاً للوحة المطورة، وعلق أحد الفنّانين على صفحة المعرض على انستغرام قائلاً: “إنّ الأمر وصمة عار وإهانة لا تُصدّق”.. وهي وجهة نظر شاركها العشرات من مستخدمي الإنترنت الآخرين.. وأبدى المعترضون قناعتهم بأن أدوات الذكاء الاصطناعيّ قد تنتهك حقوق الطبع والنشر لفنّانين آخرين، من خلال استخدام أعمالهم كأساس لتوليد الصور بشكل مصطنع.. وقالت الفنّانة “إيفا تورينينت”، التي تنشط في سبيل وضع ضوابط للذكاء الاصطناعيّ: “إنّ هذه التقنية تتعارض مع الأخلاقيات”، وأضافت: “بدون أعمال فنّانين من البشر، لن يتمكن هذا البرنامج ببساطة من إنتاج أعمال”..
سها أحمد علي