وحــدة التيقّـــظ الـــدوائي في وزارة الصحـــة غياب الصيدلي السريري عن المشافي أفقد الوحدة بوصلتها

رقــم العــدد 9342
8 أيـــــــــار 2019

للوهلة الأولى نخيّل إلينا أن وحدة التيقّظ الدوائي في وزارة الصحة تحتاج إلى مزيد من المبررات لتثبت وجودها كبديل عن دائرة شكاوى حلت محلها أربع سنوات, لتعود بعدها الوحدة للتفعيل منذ عام 2018, بعد أن كانت قد أحدثت عام 2012 وألغيت ما بين عامي 2013 و2017 .
وسحب مستحضرات دوائية بناء على تقارير واردة إلى هذه الوحدة يطيل عمرها ويثبت القرار المتذبذب حيالها بين إلغاء وإعادة إحياء وفي الوقت نفسه يغلق الثغرة في الدائرة غير المحكمة بين رقابة الجودة الدوائية والأسواق, وتدرك مديرة الوحدة دكتورة لنده حسين أنّه على الوحدة استدراك ما فاتها بعد إعادة تفعيلها كيلا يتكرر سيناريو إغلاقها من جديد , الأمر الذي ليس وارداً بقدر ما يشكل استكمال بناء نواتها هاجساً من استصدار تشريعات تخصّ التيقّظ الدوائي وإلزام شركات الأدوية بإخضاع مستحضراتها لمتابعة الوحدة, وهي بأي حال من الأحوال لا يزيد تفاعلها مع الوحدة 1% لجهة الإبلاغ عن التفاعلات غير المرغوبة ويبقى الداعم الرئيسي لعمل الوحدة هو انضمام سورية لمنظمة الصحة العالمية الذي أتاح لها التعاون الدولي مع مراكز تيّقظ عالمية مثل إيسالا السويدي ونيلها العضوية الكاملة في برنامج Who في برنامج العالمي للترصّد الدوائي الذي ينضوى تحته 150 دولة حول العالم وليكبر الهم الداخلي بتكوين النواة الفاعلة للوحدة عبر شبكة وطنية على مستوى سورية للتيقّظ الدوائي يعّول فيه الكثير على البرامج والنقابات المهنية والصحّية في سورية وشركات الأدوية والإعلام والمشافي في التزويد بالمعلومات.
عام واحد هو عمر قصير لوحدة تيقظ تسعى لأن توقظ مجتمعاً صحياً ينام على ثقافة اللاشكوى, لهذا خرجت علينا وزارة الصحّة (بالتيقّظ) الاسم الألطف استعملت فيها تعبير ( الإبلاغ عن التفاعلات غير المرغوبة للدواء ) وحصدت حتى 8/4/2019 87 تقرير حالة يتضمن 242 تأثيراً جانبياً وقد نجح مرسلوها باستكمال بيناتهم بنسبة 82% وكان مرسلوها من الأطباء بنسبة 68% والصيادلة 15% والممرضين 7% والمرضى 6%
د. حسين اختارت جامعة تشرين لتعرض فيها نتائج عمل عام بخمس محاضرات علمية في مستشفيات حكومية بدمشق و 4 دورات تدريبية للعاملين في وزارة الصحة ومسؤولي التيقّظ الدوائي في المستشفيات تصب جميعها في خانة التعريف بهذه الوحدة خدمة لهدف أسمى هو الإحاطة الكاملة بالتأثيرات غير المرغوبة للدواء المطروح في الأسواق الخطيرة منها والعادية والإبلاغ عن الغياب غير المتوقع من تزوير أو مشكلة جودة , مقاومة , تداخل دوائي للمستحضر, ووسط غياب الصيدلاني السريري عن مشافينا باعتباره حلقة التواصل الرئيسة مع الوحدة فإنه لامفر من التزود بالمعلومات من مواطنين, مرضى, ممرضين, أطباء, صيادلة أو مشافٍ, مستوصفات , هيئات , والـ87 تقرير حالة المنوه بها جاءت التبليغات عنها من قبل مؤسسات صحّية هي: مشافي الوطني في بانياس واللاذقية والأسد الجامعي والمواساة الجامعي في دمشق وابنا الرشد والنفيس والزهراء بحمص ووزارة الصحة والجامعة العربية الدولية… ولدى فحص عينات من 9 مستحضرات في مخابر وزارة الصّحة تبين أن 11% خارج المواصفات وقد حدثت 6 حالات وفاة نتيجة صدمة تأقبة وصمّة رئوية وكانت المستحضرات الحقنية الأكثر إساءة للتفاعلات الدوائية علاوة على حوادث تسمم ناجمة عن تلوث المادة الفعّالة وتم سحب المواد من الأسواق.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار