الوحدة 9-3-2023
لم تكن ثورة الثامن من آذار التي فجرتها قواعد حزب البعث العربي الاشتراكي عام١٩٦٣ حدثاً عابراً في تاريخ سورية والوطن العربي، بل شكلت منعطفاً استراتيجياً في إعادة توزيع الناتج الوطني وتحقيق العدالة الاجتماعية والمكاسب للطبقات الكادحة من عمال وفلاحين وصغار الكسبة. لاشك واجهت ثورة آذار الكثير من المصاعب والعقبات يقول: القائد المؤسس حافظ الأسد ( لقد واجهت ثورة آذار منذ أن فجرها حزب البعث العربي الاشتراكي العقبات والصعاب وابتليت بالتحجر والتعارض في الرؤية والتناقض في الفكر واستطاعت أن تتغلب على كل ذلك وأن تنجو من المزالق وتجتاز الحفر وتتخلص من العناصر المعوقة يحدوها إيمان الشعب والتصميم على تحقيق أهدافه). لقد حققت ثورة الثامن من آذار إنجازات عدة وعلى كافة الأصعدة، فعلى الصعيد السياسي لعبت دوراً في تحقيق الاستقرار السياسي الذي تعمق بعد الحركة التصحيحية وأعادت للبعث وجهه الشعبي من خلال قيادة الدولة والمجتمع، وعملت على تأسيس ودعم المنظمات الشعبية والاتحادات والنقابات المهنية باعتبارها من سبل الديموقراطية الشعبية، وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي أصدرت الثورة القرارات والتشريعات حول الإصلاح الزراعي وأممت الشركات والمؤسسات الصناعية التي أدت إلى تكوين القطاع العام، كما اتخذت الثورة جملة من الإجراءات التجارية بجعل استيراد السلع الصناعية وتصدير السلع الاستراتبجية بيد الدولة ولاسيما القطن والحبوب، أما فيما يخص التخطيط الاقتصادي فقد وضعت الخطط الخمسية بالتركيز على المشاريع الهامة والحيوية. وعلى الصعيد القومي أرست الثورة اللبنة الأولى في مشروع النهوض العربي وفق أسس ثابتة هو الإيمان بوحدة الأمة العربية وحقها في التقدم لمواجهة التحديات والمخططات الاستعمارية على الصعيد الدولي، وحرصت الثورة على انتهاج سياسة خارجية تتمحور حول دعم القضايا العالمية العادلة. أخيراً ستبقى ثورة البعث مستمرة ومتجددة وملبية لطموح شعبنا في محاربة كل أشكال الاستغلال.
يسرا أحمد