الوحدة: ٨-٣-٢٠٢٣
أطلق على بلاد الشام ألقاب مقدسة وخاصة مدينة دمشق مثل : شام شريف وباب الكعبة وبستان الجنة، فكان من الضروري كشف النقاب عن الحركة الثقافية للمدينة،وعن التطورات التي جعلتها تعج بالسكان الذين وفدوا إليها من مناطق بلاد الشام كلها، ولا عجب أنها حصلت على لقب عاصمة الثقافة العربية لعام / 2008 . بهذه المقدمة استهلت الدكتورة صباح رضا محاضرتها بعنوان: الحياة الثقافية في دمشق خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين , وذلك في مقر جمعية العاديات باللاذقية. في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من مضامين وأفكار ..
بداية يسهم هذا البحث في إلقاء الضوء على الحياة الثقافية والفكرية في دمشق خلال تلك الفترة،وإبراز البعد التاريخي لمدينة دمشق التي تعد من أهم مراكز الإشعاع الثقافي في المشرق العربي. حيث يتناول أهمية أدوات المعرفة الجماهيرية كالطباعة والصحافة والمكتبات ودورها في ازدهار العوامل المؤثرة في تطور الحياة الثقافية في المطبعة والمدرسة والصحيفة وحركات التبشير والمسرح والنادي الأدبي والسياسي والجمعيات الأدبية التي بدأت بالظهور في دمشق منذ عام / 1874 / وفن التمثيل / رائد المسرح العربي الدمشقي أبو خليل القباني / إلى جانب الإهتمام بالتعليم وزيادة عدد المدارس, ودور الجامع الأموي الذي كان مركزاَ للإشعاع الثقافي والعلمي, ودور اللغة العربية في الحفاظ على هوية الثقافة العربية وتحدثت المحاضرة عن دور التربية والتعليم في تطور الحياة الثقافية الدمشقية وعن أهمية الصحافة في هذا التطور .
فمنذ عهد إبراهيم باشا ظهرت عدة أنواع من الصحف أثرت في الحياة الثقافية الدمشقية , وهي الصحف الرسمية مثل : تقويم وقائع /1842 / وصحف عربية في استانبول مثل مرآة الأحوال ،وصحف عربية في البلاد العربية مثل: حديقة الأخبار , وصحف تبشيرية مثل : مجموع الفوائد.
وقد صدرت أول صحيفة رسمية في دمشق عام / 1865 / واسمها سورية . أما الصحيفة الثانية المهمة التي أسست في دمشق عام / 1878 / فكانت دمشق إضافة لصدور عدد من المجلات مثل : الشمس.
واستأنفت المحاضرة حديثها عن الطباعة والمكتبات ودورها في الحفاظ على التراث الثقافي وختمت محاضرتها بالقول: إن الحياة الثقافية في دمشق قد ازدهرت في نهاية القرن / 19 / بتوفير أدوات المعرفة الجماهيرية كالمطبعة والصحيفة والمدرسة، وشكلت دمشق سياجاَ ثقافياَ معرفياَ، قدمت من خلاله مئات الأعلام في مجالات العلوم والتأليف الموسوعي.
رفيدة يونس أحمد