الوحدة : 3-3-2023
من القرى الشمالية والريف البعيد، أهالي تلك المناطق لم يسلموا من غضب الطبيعة وقسوتها على أمنهم واستقرارهم المنزلي، خرجوا في تلك الّليلة الظلماء من بيوتهم الريفية غير آمنين، تلاحقهم ظروف الطقس القاسية فوق بصمة الزلزال وقسوتها على أضلاع تلك المنازل الحجرية القديمة، أصبحت أسقف المنازل ويلاً وبلاءً عليهم فانعدمت الثقة بين الطرفين، وأصبح الدخول إلى البيت كمن دخل إلى شَرك مجهول، ففي صبيحة ذلك اليوم الصعب ، بات الغالبية من قرى الزوبار والسفكون والقرّامة وبرابشبو ودغريون وما يحيط بهم تحت عواصف وأمطار عاتية أجبرتهم في اليوم التالي على نصب خيم تقيهم غضب الطبيعة المتنقّل بين آثار الزلزال والشتاء العاصف، وخلال جولة (الوحدة) إلى تلك القرى تم استطلاع الكثير من المنازل التي أصبحت بحكم الآيلة للسقوط. الأوضاع متشابهة إلى حدّ كبير بين القرية والأخرى، جانب المنازل وُضعت الخيم التقليدية من شوادر وفرش بلاستيك غير مقاوم، لكنها حسب اعتقادهم أهون الشرّين، ومن هناك أوضح السيد سمير أحمد رئيس بلدية الزوبار أن الّلجان الخاصّة بالكشف عن المباني قامت بحصر المنازل المتضرّرة على مستوى البلدية وما يتبع لها من قرى ومزارع، فكانت غالبية الأضرار تتمثل بتصدعات وتشقّقات بالجدران والأسقف، وأكّد أنه تم بعد تقرير الّلجنة إخلاء نحو ١١٥ منزلاً والنتيجة غير نهائية من قبل لجنة السلامة الإنشائية، مع العلم أن المدارس هناك سليمة ولم تتعرّض للأذى، وقد طالب رئيس البلدية بضرورة إسعاف المتضرّرين بالخيم المقاومة لظروف الطقس وكذلك العمل على تأمين معونات وسِلل غذائية فورية ومتواصلة تُسعف العائلات التي تجمّعت عند الأقارب، الأمر الذي شكّل عبئاً على المستضيف، آملين الإسراع بتأمين أهم المستلزمات الحياتية لهذه القرى البعيدة كونهم أصبحوا يقضون لياليهم على المقلب الآخر من الحيوانات المفترسة الشاردة بطبيعة الحال.
سليمان حسين