تعليمات للحد من مخاطر الزلزال وفق مقياس ميركالي و الإدارة الجيدة للكوارث

الوحدة 2-3-2023

أكد الأستاذ الدكتور أحمد علي عبود – خبير في الهندسة الإنشائية في محاضرته حول الزلازل التي ألقاها في الجمعيّة العلميّة التّاريخيّة بالتعاون مع المركز الثقافي بجبلة بعنوان : ( منشأ الزلازل وأساليب الحد من الأضرار الناجمة عنها )، أن الطاقة التدميرية للزلزال تقاس بمقياس ميركالي، ذلك أن مقياس ريختر لا يعطي فكرة عن الطاقة التدميرية للزلزال (مقياس ميركالي مؤلف من ١٢ درجة، ومقياس ريختر مؤلف من ٩ درجات)، فقد يكون الزلزال قوياً وبعيداً لكنه غير محسوس، وقد يكون متوسطاً وقريباً لكنه مدمر، موضحاً أن شدة الزلزال حسب ريختر واحدة في أي نقطة على سطح الكرة الأرضية، أما حسب مقياس ميركالي فشدة الزلزال تختلف من نقطة إلى أخرى، وشدة هذا الزلزال في اللاذقية لا تتجاوز ٤ حسب ميركالي.
وبناء على ما تقدم فإن الزلازل التي لا تزيد شدتها عن 6 درجات وفق مقياس ميركالي وليس ريختر، لا تؤثر على المواطنين المتواجدين داخل منازلهم، إلا أن سقوط الأجسام المعلقة من الشرفات والواجهات قد يشكل خطراً على أرواح المارة في الشوارع الضيقة، وخاصة المزدحمة، لذلك ينصح جميع المواطنين بالبقاء داخل منازلهم فهي أكثر أماناً من الممرات والأدراج والشوارع.
موضحاً أن الزلازل في الدرجة 7،8 وفق مقياس ميركالي لا تؤثر على الجملة الإنشائية للمباني بشكل كبير، بل تبقى آثارها التخريبية محدودة، ولكن الخطر على أرواح المارة في الشوارع أكبر بكثير، وكذلك يزداد الخطر الناجم عن تدافع الناس في الممرات وعلى السلالم والأدراج بشكل كبير، لذلك ينصح الناس بالبقاء في منازلهم تحاشياً للأخطار المحدقة على الأدراج وفي الممرات.
وذكر المحاضر أن الأشخاص غالباً أثناء حدوث الزلزال يصعب عليهم القيام بأي عمل نتيجة الغثيان والدوخة وعدم المقدرة على الوقوف والحركة، موجهاً النصيحة للأشخاص القادرين على الحركة بالاقتراب من أقرب جزء حامل من المبنى، كالأعمدة، أو الدخول إلى المساحات الضيقة كالممرات، وإذا كان بالإمكان الدخول إلى الحمامات، لأنه عند انهيار المبنى، ونتيجة لمبدأ العمل القوسي، يمكن أن تبقى هذه المساحات الصغيرة فارغة تحت الأنقاض، تحمي الأشخاص المتواجدين فيها لحين وصول الإنقاذ، ويفضل إذا تمكن المواطن المكوث في مساحة ضيقة تحتوي على المياه (حتى ولو كانت ملوثة) التي يمكن أن يشربها ريثما تأتي فرق الإنقاذ . أما الأشخاص القادرون على المغادرة بعد انتهاء الزلزال يُفضل المغادرة فوراً إلى العراء وانتظار تعليمات الدفاع المدني والإنقاذ.
كما قدّم المحاضر عدة تعليمات هامة للسلامة قدر المستطاع من الزلازل يُفترض التقيد بها:
– حمل مذياع صغير يعمل على البطارية الجافة لتلقي تعليمات الإنقاذ من خلاله، لأن جميع وسائل الاتصال الأخرى السلكية واللاسلكية قد تكون خارج الخدمة.
– عدم استعمال الهاتف لأن فرق الإنقاذ بحاجته ويمكن أن يكون خارج الخدمة.
– عدم استعمال الكهرباء، لأن الأرض يمكن أن تفرز غازات قابلة للاشتعال، وتؤدي الشرارة الناتجة عن فصل أو وصل التيار الكهربائي إلى حدوث حرائق.
– عدم استعمال المصاعد لأن التيار الكهربائي غير موثوق.
-الابتعاد ما أمكن عن أشرطة التيار الكهربائي والمنشآت وعن الأبنية بما لا يقل عن مرة ونصف من ارتفاعها.
– الالتزام الصارم بتعليمات الدفاع المدني وأجهزة الإنقاذ.
– أما الأشخاص الذين يصادفهم الزلزال في وسائط النقل، يفضل التوقف مباشرة بدون استخدام المكابح، لأن استخدام المكابح مع الهزة يؤدي إلى انحراف السيارة عن الطريق ويفضل إيقاف السيارة بواسطة غيار السرعة نحو الأدنى، وإن أمكن ذلك ينبغي التوقف بعيداً عن الجسور وعن المنشآت المرتفعة التي تعرضهم للخطر، كما ينصحون بالبقاء داخل السيارات حتى انتهاء الزلزال، ومن ثم الالتزام بتعليمات الدفاع المدني.
و ذكر المحاضر جملة إجراءات احترازية من المفيد التقيد بها قبل حدوث الزلزال وخلال فترة الأمان فعلى الصعيد الشخصي نذكر منها :
– تثبيت الخزائن مع الجدران والجملة الإنشائية للمبنى بشكل موثوق لأن الخزائن الحرة أول ما تتأثر بالزلازل والجملة الإنشائية آخر ما يتأثر.
– تثبيت الثريات المعلقة بالسقف والجملة الإنشائية للمبنى بشكل موثوق.
– تثبيت الرفوف مع الجملة الإنشائية للمبنى بشكل موثوق ووضع الصمديات بشكل لا يشكل خطراً على أحد أثناء سقوطها.
– تثبيت أحواض الزينة وبشكل يمنع سقوطها في الشوارع.
أما على الصعيد المجتمعي بشكل عام، والدولة بشكل خاص :
– الالتزام بتنفيذ الأبنية المدروسة لمقاومة الزلازل لأن اشتراطات التصميم حالياً تفرض تصميم جميع الأبنية والمنشآت لمقاومة الزلازل.
– إعداد أجهزة الدفاع المدني والشرطة وأجهزة الأمن والإسعاف إعداداً علمياً للتعامل مع الحدث إن وقع، وإيلاء المنشآت التي يستخدمونها أهمية بالغة أثناء التصميم والتنفيذ كالمشافي والمخافر ومقرات الدفاع المدني وغيرها.
– إدارة الكوارث علم قائم بحد ذاته ينبغي إعداد مختصين بها، وعدم ترك إدارة الكارثة لغير المختصين.
– وضع خطط للتعامل مع الكارثة وتوزيع الأدوار مسبقاً بشكل متناسق بين جميع دوائر ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
– عند حدوث الكوارث غالباً ما تعلن التعبئة العامة وتوضع جميع الإمكانات المتوفرة تحت تصرف مدراء الكارثة، وبالتالي لابد من تثقيف المجتمع بمعاني وأبعاد التعبئة العامة لتعريف كل مواطن (حقيقي أو اعتباري) على واجباته كي لا يعرقل بجهله عملية إدارة الأزمة.
– إحصاء توصيف وتوظيف والحفاظ على جاهزية جميع الإمكانات المتوفرة ( أفراد متخصصين، آليات، سيارات وغيرها ) بحيث تكون جاهزة ومعروفة المكان ومستعدة في أي لحظة لأن الزلزال يأتي فجأة وبدون سابق إنذار.
– وضع خرائط للأماكن الخطرة وتوزيعها على الجميع وإجراء الدورات التثقيفية للتعامل معها كالمناطق التي يمكن أن تغرق بأمواج البحر أو أماكن الغمر في حال انهيار السدود وغيرها.
– وضع مخططات لمسارات الهروب وأماكن التجمع بعد توقف الهزة وتعريف المجتمع عليها.
– وضع لغة تفاهم سريع وعن بعد.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار