رسالة الفن النبيلة

الوحدة 2-3-2023

الفنان النجم عامل جذب مادي ومعنوي ويمثل دخلاً وطنياً وقيمة مضاعفة لنقابة الفنانين ومجتمعه ووطنه وما أجمله عندما يحس بآلام شعبه ووطنه ويتطوع لخدمتهم ويسعى إلى تحصين وطنه ومعالجة هموم شعبه وتضميد جراحه.
المشاهير لا تنقصهم الأضواء والشهرة ومشاعر الزهو والفخر وعبارات المديح والثناء وبعضهم يسبح في هالة من المجد والإبهار في عيون الملايين من المعجبين والمعجبات المتأثرين بفنونهم داخل أوطانهم وخارجها، هذه المشاعر تتنحى جانباً عندما ينفرد الإنسان بنفسه ويحس بواقع وفواجع الآخرين المحرومين من أبسط مقومات الحياة الذين يلتف حبل اليأس على عنق أحلامهم وصاروا عبارة عن بقايا حياة نثرت غفلة هنا وهناك.
الأعمار قصيرة والبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها، القلوب النقية مثل المطر تغسل كل حزن وتداوي كل وجع يمر في حياة غيرها لأنها تعطي دون مقابل، وبعض الفنانين يلهث خلف لقمة مسيجة بالتعب ممزوجة بالهزيمة وغصة الشقاء و قد سارعوا بعد كارثة الزلزال المدمر الذي داهم المنطقة في السادس من شباط الحالي إلى التبرع بمبالغ ومساعدات حسب إمكانياتهم وكلمة طيبة وبسمة رضا تزيل حبالاً من الهموم عن إنسان ينوء بأحمال الحياة ومتاعبها وفواجعها كي يهرول السرور زارعاً فرحاً على كل باب وابتسامة على كل جبين عتيق التجهم.
نحن اليوم بأمس الحاجة إلى جهود جميع أبناء الوطن المخلصين ودعمهم أكثر من أي وقت مضى خاصة وإن بلدنا يتعرض إلى الخطر والحصار الاقتصادي الظالم والإجراءات القسرية الأحادية من قبل قوى الشر والهيمنة والطغيان، حيث تتوزع نشاطات الفنانين الخيرية والإنسانية والاجتماعية حسب حاجة مجتمعاتهم وحين حدوث الزلزال تنحصر اهتماماتهم في مراكز التجمع والإيواء وإغاثة المنكوبين وتوفير السكن للمهجرين الذين تهدمت أو تصدعت منازلهم وتأمين الحاجات الغذائية والإكسائية والدوائية وأغذية الأطفال والمساهمة في تأمين السكن المؤقت أو البديل وتنظيم التبرعات المادية والعينية في مبادرات فردية وجماعية وإيصالها إلى مستحقيها وتنظيم الحملات الخيرية والإنسانية لترميم الأبنية المتضررة والتي يمكن إصلاحها وإعادة السكن الآمن بها وزرع البسمة على وجوه الكبار والصغار.
الشعب السوري معروف بتكاتفه وتحاببه في المحن وغيرها، الفنانون صوت من لا صوت له، المصاب جلل والأضرار كثيرة وكبيرة وتأتي باعتداءات العقرب الإسرائيلي الصهيوني الغادر المتكررة، وإننا أحوج ما نكون إلى الالتفاف والتعاضد صفاً واحداً بين جميع فئات المجتمع أمام جميع الأخطار والتحديات المحيقة بالوطن وأبنائه ومقدراته للخروج من هذا النفق المظلم الذي داهمتنا وحاصرتنا جميع الظروف المأساوية فيه.

 نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار