الوحدة: 28- 2- 2023
تابعت اللجان المختصة المكلفة من قبل محافظة اللاذقية وجامعة تشرين عملها بالكشف على الأبنية المنهارة وتحديد أسباب الانهيار، حيث زارت اللجنة المكلفة بالكشف على مدينة جبلة ومناطقها بلدية بستان الباشا وتم الكشف على عشرة أبنية منهارة بشكل كامل.
” الوحدة ” التقت رئيس اللجنة الدكتور المهندس علي خيربك الأستاذ بكلية الهندسة المدنية في جامعة تشرين حيث أفاد أن اللجنة قامت بجولة في بلدية بستان الباشا لمعاينة الأبنية المنهارة بشكل كامل وذلك للوقوف على الأسباب المحتملة للانهيار (لأن الكثير من الأبنية قد لا تتوفر فيها المؤشرات الكافية لإعطاء سبب حقيقي للانهيار خاصة أن سبب الانهيار هو الزلزال، والزلزال هو من أكثر الأحمال تعقيداً) وهناك مؤشرات قد ترشد إلى سبب الانهيار الحقيقي، والكشف يأتي لتفادي هذه الأسباب لاحقاً في الأبنية المستقبلية، أي إذا كان هناك خلل في تفاصيل التسليح أو في البيتون فيجب تجنب هذا الخلل في الأبنية المستقبلية والتسليح العرضاني أو مانسميه الأتاري أو الأساور (كثير من الأشخاص لا يهتمون به أو لا ينتبهون له إذ يظنون أنه لجمع الحديد الطولي فقط ولكن هو له دور هام وخاصة في الزلازل إذ يعمل على تطويق الحديد الطولاني ويزيد من صلابة العمود عند اتصاله بالبلاطة، وخلال اطلاعنا على الكثير من المواقع رأينا أن تكثيف هذه الأساور في منطقة اتصال العمود بالبلاطة ليست بالقدر الكافي وهذا كان أحد الأسباب التي رأيناها في أغلب الأبنية المنهارة، وأضاف خيربك أن اللجنة حصلت على صور نموذجية لكثير من الأعمدة وأغلب الأعمدة منهارة فقط عند اتصالها بالبلاطة العلوية أو السفلية والسبب وراء ذلك هو أن كمية الحديد الطولاني قليلة وغير مطوق بشكل كاف أي أن الأساور أو الأتاري ليست منفذة أو مقفلة بشكل سليم وليست كثيفة بالشكل السليم.
كما بين الدكتور خير بك أنه بعد انتهاء الجولات التي تقوم بها اللجان الموزعة على مختلف مناطق اللاذقية سيكون هناك تحليل عميق لكل المؤشرات التي تم أخذها سواء من عينات وسواء من المشاهدة البصرية في مختبرات جامعة تشرين وسيكون هناك تحليل علمي لها (نمذجة رياضية لمعرفة سبب الانهيار الحقيقي) والنتائج ستطلع عليها المحافظة.
وعن سؤاله إذا كانت الأبنية منهارة بسبب سوء التنفيذ و هل ستتم محاسبة المقصرين أجاب أن هذا الكلام سابق لأوانه ولا نريد استباق نتائج التحاليل ومن جهة أخرى فإن موضوع المحاسبة متعلق بالجهات المختصة ولكن الأهم من هذا كله هو أن يتم الاستفادة من هذه الأخطاء الإنشائية وتداركها مستقبلاً.
هنادي عيسى