العدد: 9341
7-5-2019
إيقاعات روحية لامست الأحاسيس الإنسانية، وداعبتها، كما داعبت أنامل أبطالها الصغار واليافعين أوتار آلاتهم الوترية الشرقية والغربية ، فرقصت معهم القلوب وتمايلت لهم ومعهم الأبدان، فبدت اللوحة أخّاذة مشرقةً مزهرةً كألوان الربيع، تنشر أقاحيها العبير والشذى في الأصداء والأرجاء ،مع الحفل التأسيسي الأول لأوركسترا طلاب الفنان رامز غنيجة في زمن الحرب، الذي أقيم في مسرح دار الأسد للثقافة وشارك فيه نحو مئة عازفٍ ومغنٍّ، و شهد حضوراً وتفاعلاً جماهيرياً كبيرين.
الفنان رامز غنيجة تحدث عن الحفل التأسيسي قائلاً: عُدت إلى اللاذقية من دمشق قبل نحو ستّ سنوات بعد أن هدّمت الحرب منزلي والاستديو الخاص بيّ، وبدأت هنا بتدريس الموسيقا لطلابي من عمر ثلاث سنوات وحتى العشرين سنة ، وألّفت كادر الأوركسترا من نحو مئة عازف ومغنٍّ ، ( أوركسترا طلاب رامز غنيجة في زمن الحرب) جاءت تسميته لنثبت للعالم أجمع أن الموسيقا هي سلاحنا في وجه إرهابهم، وأكد أنَّ الوجه الحضاري لأيّ بلد ثقافته وفنونه وموسيقاه، فالحرب دائماً لها مفرزاتها وقد اختار التركيز على الموسيقا خلال سنوات الحرب، وتابع: حفلنا التأسيسي هذا يضم طلاباً من أكثر من أربعين قرية وناحية وضاحية في مدينة اللاذقية وريفها، والعمل كله من تأليفي تقريباً ويتصل بالموسيقا السورية وخاصة في اللاذقية التي صدّرت للعالم أول نوتة موسيقية ، وسنقدم اليوم لونغات ( قطعة شرقية سريعة) وتحميل بيات مقطوعة للفرقة الموسيقية ثم تقاسيم إفرادي لكل آلة وصولو للطفلة راحيل دواي وأغانٍ من الفلكلور السوري وبعضها من تأليفي وألحاني ، والكورال سيقدم قراءة للنوتة الموسيقية التي تبرز إمكانياتهم من أقصى القرار إلى أقصى الجواب ، وأضاف : إن التخت الشرقي يضم نحو 25 عوداً و30 كماناً إضافة إلى آلات البزق والناي والقانون والرق والطبل ،حيث أن مئة طفل وطفلة سيقدمون نتاج عملهم خلال الأعوام الستة الماضية.
والتقينا عدداً من الأطفال واليافعين المشاركين في الحفل التأسيسي ومنهم: براءة ضاهر (16 سنة) وروان حسون (17سنة) : كورال غناء نوتتين ( علامات موسيقية) ولونغه بيات وتأمّل.
حلا عثمان ( 11سنة) وهديل عثمان ( 13 سنة ) : عزف على آلة الكمان- لونغه بيات – فاصل دبكة- تأمّل وكاسة شاي وجميعها مقطوعات موسيقية ، أعربتا عن سعادتها لأدائها وهذه أول مشاركة لها.
– التوءم علي وحمزة شهيرة(12سنة) : عزف وغناء ( تعب المشوار) وجاءت مشاركتهما بعد فترة من التدريب المستمر وأكد حبهما الكبير للموسيقا عزفاً وغناءً.
بدأ الحفل مع المقطوعة الأولى تحميل بيات من تأليف رامز غنيجة نفسه وتتضمن تقاسيم لألتي العود والكمان للطالبين فادي إبراهيم وجعفر فاخوري ، ثم أدت الطفلة راحيل دواي أغنية فيروز ( كيف حالك ياجار) عزفاً وغناءً ،ثم قدم مقطوعة ( كاسة شاي ) من تأليفه أيضاً ، وقدمت الطفلة حلا حميرة أغنية ( ياحبيبي الدنيا حلوة) ،بعدها عزفت الأوركسترا مقطوعة ( رقصة الكمان) مزج بين الموسيقا الشرقية والغربية ،كما قدم الشاب حسن إبراهيم أغنية ( يابني) عزفاً على العود وغناءً ، أما مفاجأة الحفل كانت الطفل كرم غانم وأخته زينب ، والذي لم يتجاوز الثالثة من عمره وقدم أداء رائع اً ملفتاً للعلامات الموسيقية ( النوتة) لأغنية ( أنت عمري) لأم كلثوم ، وتضمن الحفل فاصل دبكة لأغانٍ فلكلورية وشعبية تراثية إضافة إلى أغنية ( تعب المشوار) للأخوين شهيرة، ومقطوعة بعنوان (بسمة أمل) ، وأغنية جديدة حملت عنوان:
(رجعّني الحنين) كلمات أغيد كزيلك وألحان رامز غنيجة وأدائه مع راميا ناصر وتيم غنيجة ، ثم لونغة عجم ، وأخيراً مع الكورال وغناء نوتات من تألفه باسم: تأمّل، ولونغة بيات.
ريم جبيلي