العدد: 9340
الثلاثاء: 30-4-2019
برعاية نقابة أطباء سورية أقامت الرابطة السورية لاختصاصيي التخدير وتدبير الألم مؤتمرها العلمي الثاني في اللاذقية تحت عنوان ( فن التخدير أكثر من مجرد نوم وصحو).
أطلق المؤتمر صفارة الإنذار من التناقص الحاد في عدد أطباء التخدير بسورية, ودق ناقوس الخطر من أن يأتي اليوم الذي نبحث فيه عن طبيب تخدير ولا نجده، مع عزوف الخريجين من كلية الطب عن هذا الاختصاص والظلم الذي يتعرض له أطباء التخدير في المشافي الخاصة مادياً وعملياً في ظل نظام طبي يفتقد للتأمين الطبي الحقيقي الشامل لكل مواطن..
تناول المؤتمر في خمس جلسات علمية ضمت محاضرات لأطباء تخدير من المحافظات حفلت بالمصطلحات العلمية للاختصاصيين بالتخدير والإنعاش وتحضير المريض قبل العملية بالاستقصاءات والاهتمام به والعناية بعد العمل الجراحي مع التركيز على ظهور إيكو تدبير الألم الذي يعمل على حصار للأعصاب المسببة للألم ثم تسكينها دون تخدير عام.
الدكتورة زبيدة شموط رئيسة رابطة التخدير رئيسة المؤتمر أكدت في كلمتها على ألا يكون أطباء التخدير جنوداً مجهولين بل معلومين، وأضافت إن المخدرين هم ربان سفينة الإنعاش والطوارئ في الحالات الإنسانية وفي الحروب وعلينا نشر الوعي لجيل الشباب الحديثين والذي يتمثل في قلة هذا الاختصاص والذي كان فيه عدد المخدرين بداية الأزمة /600/ طبيب والآن 490 طبيباً والملاحظ تناقص العدد بهذا الاختصاص والذي نأمل من القيادة في سورية أن يكون هذا الأمر نقطة اهتمام حتى لا يحصل كما حصل في الرقة حيث لم يكن سوى طبيب واحد وقد توفي هذا الطبيب نتيجة الجهد الكبير، وتوفي لأن هذا الاختصاص ليس سهلاً على الإطلاق وإذا لم يدق ناقوس الخطر سنجد أنفسنا في أزمة حقيقية لأنّ أطباءنا مشروع سفر وهو أمر محزن وليس فقط للذكور إنما الطبيبات بدأن نفس الأمر. وإذا بقي الأمر كذلك ولم يلق الاهتمام سنشهد نقصاً كبيراً في غضون عشر سنوات خاصة وأن معظم أطبائنا قد بلغوا سن الأربعين ومنهم من قارب على التقاعد وستكون هناك فجوة في سورية وستحدث الأزمة بهذا الاختصاص. ولن ننسى بأن سيادة الرئيس قد كرمنا من خلال مكرمته العظيمة كتعويض لهذا الاختصاص . لكن الموضوع لم يحل هناك مشكلة أطباء المشافي الخاصة.
وقد كان لنا لقاء مع السيد الوزير بهذا الخصوص وشرحنا ما يحصل في هذه المشافي إضافة إلى مطالبتنا لمدير التأمين وكان الجواب إن المشافي الخاصة ترفض تحويل أجور طبيب التخدير إلى حساب بنك وأن يكون هناك فصل بينه وبين الطبيب الجراح. وأضافت الدكتورة زبيدة نحن في حالة حرب لها مواصفاتها الخاصة. ولكن أقارب بين أجرة الطبيب في سورية وأجرة الطبيب المخدر في اليمن أو الصومال ووضعهم ليسوا بأفضل كوضع اقتصادي في الصومال يتقاضى طبيب التخدير /1000/ دولار، أما في اليمن فيتقاضى /1500/ دولار حيث نلاحظ أن الفجوة كبيرة والمفروض أن يتم تدارك المشكلة قبل وقوعها وإن الأزمة قد أعطتنا المؤشرات ومغادرة الأطباء واقعة ونحن بحاجة إلى حل جذري.
إن الموضوع بيد الجميع وكلنا مسؤولون, ونحزن كثيراً عندما نشاهد طلابنا الجدد كمشاريع سفر, ونحن من قدمنا لهم كل شيء وهم ناجحون لتأخذهم دولة أخرى. حيث أن الطبيب الذي سافر لن يعود وسيعتاد على كل شيء, نعم نحن أمام مشكلة نأمل أن يصل صوتنا للجميع.
الجهة الراعية والتي تحدث عنها الدكتور عبد القادر حسن نقيب أطباء سورية مؤكداً على أن رابطة أطباء التخدير هي من أنشط الروابط وهذه الرابطة أنجزت نتيجة جهودهم الأساسية ،هم حقيقيون في كافة المواقع وهم أساس ناجح لأي عمل جراحي, وهناك عدد كبير موجودين في مواقع صعبة وهم محط فخر واعتزاز .
ونوه إلى أن السورية للتأمين يجب أن تأخذ دورها في هذا الموضوع وهذا ما ناقشناه معهم ونحن ضد ما قاله أصحاب المشافي الخاصة التي يجب أن يكون لهم نسبة من أطباء التخدير ويكون أجر الطبيب منفصل على الطبيب الجراح. وأن يحول أجر الطبيب الخاص إلى حسابه بمفرده.
وأضاف الدكتور عبد القادر لابد أن نذكر هنا أننا موجودين بفضل قامات عظيمة استشهدت في سبيل الوطن ونقف عاجزين عن التعبير أمام أي جريح فقد أحد أعضاء جسده. ونقول : إننا ربحنا الحرب العسكرية لكن العدو الذي حاربنا على مدى /8/ سنوات لم يقف بل نحن أمام حرب اقتصادية وحرب الإشاعات لكن صمود هذا القائد والجيش وانتصاراته التي ستدرس في أكاديميات العالم العسكرية وإن الأطباء لهم دورهم فالواجب المهني يفرض ذلك.
نتمنى أن تكون مقترحاتنا محط اهتمام الجميع للارتقاء بهذا الاختصاص إلى أعلى مستوى.
الدكتور سميع عبد الكريم (دمشق), والذي أكد لنا بأن التخدير هو فن بحد ذاته وهذا الاختصاص يشمل الإنعاش والعناية وتدبير الألم حيث كان موضوع التخدير سابقاً لا يلقى أهمية ولكن حالياً هناك دراسات جديدة لأن التخدير هو اختصاص متكامل. ونتابع كل جديد بهذا الموضوع.
وماذا تعني كلمة تدبير الألم قال الدكتور سميع: إنه يعني السرطانات الآلام القطنية وغيرها الكثير. وإن انعقاد هكذا مؤتمرات هي حالة صحية جيدة يمكننا من خلالها الاطلاع والتعارف وتبادل الخبرات ولقاء اجتماعي مميز.
ومن يتحمل حدوث خطأ طبي أثناء التخدير أضاف:
إن الخطأ وارد لكن في حدوده الدنيا ولكنه أمر مرفوض ونادر الحدوث لكن هناك ما يدعى بالاختلاطات أثناء حدوث أي عمل جراحي ويسعى الجميع إلى النجاح ومواكبة كل ما هو جديد في اختصاص التخدير.
الدكتور حامد حمود (حمص) تناول في محاضرته (السوائل عند الأطفال) حيث أكد أن البحث يطول في هذا المجال وأن الغاية من هذا البحث هي كيفية نقل السوائل للأطفال وإعطاء السوائل عند الصيام وكيفية تعويضها أثناء العمل الجراحي حيث من الممكن حدوث حالات نزف خلاله .
الدكتور إياد حاطوم مستشفى تشرين الجامعي من خلال محاضرته التي تكلم فيها عن السوائل في العناية المشددة وطريقة إعطائها, والمسألة اليومية التي يتعاطون فيها من خلال موازنة السوائل والشوارد من خلال الاعتماد أولاً على إضبارة المريض ومراقبة السكر الملحي أو ملحي سكر بالتناوب. وفي المحور الأول الاعتماد على السريريات والمخبر والشوارد وهناك مجموعة معطيات تقيم فيها حالة المريض من خلال مراقبة السوائل وكمية طرحها. إضافة لوجود ثلاث معادلات مهمة جداً كم أخذ المريض سوائل وكم طرح منها على مدى أيام إقامته إضافة إلى دور وزن المريض في ذلك. .
مدير شركة عشتروت الشركة المنظمة للمؤتمر السيد زياد مصطفى أوضح أن الشركة قامت بتنظيم هذا المؤتمر من طباعة ومراسلات وفليكسات وتجهيز قاعة وتجهيز غرف مع رحلة ترفيهية للمشاركين الذي بلغ عددهم 160 طبيباً مخدراً من جميع المحافظات السورية بمشاركة 7 شركات طبية مهتمة بأطباء التخدير بالتجهيزات والدوائيات وقدمت أيضاً الشركة النقل من حلب ودمشق للأطباء.
طبيب .. صنع في سورية
المسؤول العلمي برابطة اختصاصيي التخدير وتدبير الألم الدكتور فواز هلال أكد أن المهمة الأساسية لأطباء التخدير, هي دعم وظائف الحياة (التنفس , القلب, السوائل والشوارد, النزف), أي دعم الحالة العامة للمريض, وليس فقط إبرة بنج, لافتاً إلى أن التخدير من صميم الطب الإسعافي, وبالطب الإسعافي الطبيب دائماً محكوم بالوقت, فالقرار الصائب هو القرار الصحيح علمياً وبالتوقيت الصحيح, فيما الصحيح علمياً بتوقيت خاطئ, هو قرار خاطئ وتوقف د. هلال عند النظام الطبي, ورد ذلك إلى عمل الطبيب الجراح بعقلية المتعهد للعملية الجراحية وهو يطلب ما يريد.
وللتوضيح أكثر مع توصيف واقع العمل, رأى أن واقع التخدير بشكل عام سيء, فالقصة مرتبطة بالواقع المادي, طالما الجراح هو من يأتي بالمريض ( متعهد) وهو يوزع الحصص المالية ويهب الموت والحياة, للأسف النظام الطبي سيبقى خاطئاً.
بينما الصواب, يجب أن يكون هناك نظام تأمين طبي حقيقي قوي وشامل لحل كل المشاكل, نحن لا يوجد لدينا نظام تأمين طبي كباقي دول العالم. والمقصود أن يشمل كل مواطن في سورية التأمين الطبي, عندها المواطن يبحث عن الخدمة الأفضل لأن ذلك من حقه بعد أن يدفع سنوياً مبلغاً من المال. عندها لن تسأل المشافي عن التكاليف لأنها ستأخذها من شركات التأمين. ولن يبقى الجراح هو المتعهد للعملية, وكل إنسان يصله حقه وفق الأنظمة الطبية المعمول بها.
ورداً على سؤال حول مستوى أطباء التخدير في سورية, قال : إن مستوى أطباء التخدير في سورية جيد من الجانب العلمي, أينما سافروا مطلوبين ولهم الأولوية حتى في أوروبا ودول الخليج, ورداً على تعقيبي هذا يدعو للفخر, صحح التوجه بالقول: نتمنى أن لا نفتخر بأن لهم الأولوية خارج سورية, وإنما أن نمتلك القدرة ونعمل على ( الإمساك) بهم داخل البلد.
مع دق ناقوس الخطر بأننا سنوات قليلة وتكون سورية بلا أطباء تخدير. هذا استنزاف للثروة البشرية والمادية لأن تأهيل الطبيب في سورية يستنزف ملايين الليرات من الدولة بدءاً من المدارس إلى الجامعة وصولاً إلى التخرج والاختصاص, بتكاليف يقال عنها ( ببلاش) وفي سورية يحصل الطبيب على الخبرة العملية والتدريب بمشافي الدولة والشعب السوري, وبمجرد أن يحصل على صفة خبير ويتمتع بكفاءة عالية نقدمه لدول الخليج أو لأوروبا ونقول هم ( تفضلوا خذوه) هذا طبيب صرفنا عليه الملايين وهو جاهز ومؤهل للعمل.
رداً على سؤال: ماذا يجب علينا أن نفعل لنحافظ على الخبرات والكفاءات داخل سورية, كان الجواب قاطعاً وحاسماً بتكرار الدعم المادي ثم المادي ثم المادي لأطباء التخدير وبعد تذكيره بأن أطباء التخدير نجحوا بالحصول على مكرمة وهي مكافأة شهرية /100/ ألف ل.س مع نسبة على العمل بالقطاع العام لم يحصل عليها غيرهم من الأطباء, قال: المكرمة كانت كبيرة وأكبر مما يحصل عليه كل موظفي الدولة من رواتب بكل القطاعات الطبية وغير الطبية, ولا يمكن الدعم أكثر من ذلك بالقطاع العام ونحن درسنا بالبلد ولها حق علينا ولا نطالب القطاع العام بأكثر من ذلك لكن الحديث عن مشافي القطاع الخاص التي يجب أن تتمتع بنظام صحيح ليحصل طبيب التخدير على حقه بشكل صحيح المطلوب من القيادات الطبية وسواء من وزارة الصحة ومؤسساتها ومديرية المشافي, ومن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المغيبة وهي المسؤولة عن ترتيب الأمر وحماية حقوق العمال, وهذا واجبها ومسؤوليتها, أيضاً النقابة من المفروض أن يكون هناك قرارات صارمة, ونظام طبي واضح من قبلها ليأخذ طبيب التخدير حقه من المشافي الخاصة علماً أن أطباء التخدير خلال الحرب ومع سقوط القذائف أو تفجير السيارات عندما كنا نستنجد بهم كانوا متواجدين وجاهزين لتلبية النداء سواء داخل أوقات الدوام أو خارجه وعلى مدار الساعة دون أعذار وهذا حق علينا تجاه الوطن, لكن المطلوب وقف واستنزاف سرقة أطباء التخدير من قبل المشافي الخاصة مع تناقص عدد الأطباء, خصوصاً خلال السنتين الأخيرتين مع ارتفاع عدد الوفيات بين أطباء التخدير, ربما بسبب ضغط العمل أو السفر إضافة إلى من استشهد . واختتم مشيراً إلى أن المؤتمرات العلمية تأتي للنهوض بالجانب العلمي للأطباء داخل البلد, ويجب أن لا نستكين إلى ما وصلنا إليه, رغم أنه جيد, بل نسعى لرفع المستوى.
قدم د. هلال محاضرة حول تنظيم السوائل بأمراض وجراحة الصدر وركز على أن تنظيمها موضوع معقد, والتخدير هو دعم وظائف الحياة, وتنظيم السوائل بالمهمة الأساسية للمخدر, وفن التخدير أكثر من مجرد نوم وصحو.
أهمية التغذية
الدكتور سامر سلوم رئيس قسم العناية في مشفى حلب الجامعي رأى أن موضوع التخدير شائك, وطبيب التخدير جندي مجهول وغير معروف, ولا أحد يعرفه إلا عند حدوث اختلاط في غرفة العمليات . تحدث د. سلوم في محاضرته عن التغذية الوريدية قائلاً: عندما يكون المريض في غرفة العناية المشددة بحاجة أن نؤمن له كل شيء ( تنفس, أوكسجين, دم, سوائل, إضافة إلى التغذية وتوقف عند التغذية عن طريق الوريد, بأن لا تكون سيروم فقط, بل مكونات ومواد نستخدمها, وتأتي جاهزة تحتوي على حموض أمينية وسكر ومركبات أساسية للطاقة عند الإنسان لأن موضوع التغذية إن كان الفموية أو الوريدية يعطي المناعة والقوة ويقلل من كلفة البقاء بالعناية المشددة لافتاً إلى توصيات الجمعيات الطبية عالمياً, إلى أن تبدأ التغذية بأسرع ما يمكن ولا ينتظر المريض أربعة أيام لنقدم له التغذية, بل نحاول من أول يوم, إذا كان الوضع يسمح سواء عن طريق الأنبوب الهضمي أو عن طريق الوريد. ورداً على سؤال حول الفرق بين القطاعين العام والخاص بالعمليات، أكد أن المشفى العام أفضل، وصبر الطبيب على المريض ضروري وعدم البحث عن وسائل التوفير لصالح المريض.
هل سيأتي يوم نبحث عن طبيب تخدير ولا نجده؟
سألنا الدكتورة رائعة الدهان أستاذة في كلية الطب بجامعة حلب اختصاص طوارئ وتخدير حول سبب عزوف الطلاب عن اختصاص التخدير؟ ردت السبب؟ الوضع المادي والعلمي لاختصاص التخدير وهو اختصاص خطير ومسؤولية كبيرة, والمخدر جندي مجهول بالنهاية ويتعرض للظلم من المشافي الخاصة, فالطبيب ليس لديه ( أريحية) كاملة لطلب التحاليل والاستقصاءات المطلوبة للمرضى بالمشافي الخاصة المحكومة بالناحية المادية للمريض, والطبيب لا يأخذ حقه مادياً. هذه من أسباب انخفاض عدد أطباء التخدير وعزوف التوجه لهذا الاختصاص. وهي مشكلة عالمية, حتى الأمير تشارلز في بريطانيا طلب إيجاد حل لمشكلة التخدير, وسيأتي يوم نبحث عن طبيب تخدير ولا نجده, وهو اختصاص عالي الخطورة وفيه مشاكل قانونية هذا في انكلترا فكيف في سورية؟!
معاناة طبيب التخدير لا تدفعه لتشجيع أي طالب لدخول الاختصاص, علماً عندما تنجح أي عملية عالية الخطورة يتم ذكر اسم الجراح ولا يذكر اسم الطبيب المخدر, لكن عند حدوث اختلاط يكون أول المذنبين طبيب التخدير. وفي كلية الطب بجامعة حلب هناك طالب دراسات أنهى الاختصاص وآخر قريباً سينهيه.
وحول اختصاص التخدير وتدبير الألم, أوضحت د. الدهان بعد تخرج طالب الطب واختصاص أربع سنوات تخدير, هناك اختصاص تدبير الألم تحت اختصاص التخدير, بدأنا نعمل بهذا الجانب, بالنسبة لنا هو اختصاص جديد, لكن ظهر منذ سنوات عالمياً, وتدبير الألم ليس حبة مسكن أو إبرة مورفين للمريض, بل تحول إلى إجراءات معقدة أكثر من ذلك بالنسبة للأمراض التي تسبب آلاماً شديدة كالسرطانات والانتقالات العظمية لها طرق خاصة بتدبير الألم ممكن عن طريق ( الأيكو تحديد الأعصاب المسؤولة عن الألم ونقوم بعمل حصار للأعصاب المسببة وبالتالي نحقق تسكين الألم, ويعيش المريض حياة وفعالية بشكل طبيعي بعد أن كان المسكن يسبب له النوم.
وقدمت د. الدهان محاضرة حول فشل التخدير القطني في القيصريات لافتة إلى أن التخدير القطني في العمليات القيصرية هو الاختيار الأول لأطباء التخدير لعوامل الأمان للأم والجنين, لأنه وبالتخدير العام يكون هناك تنبيب رغامي والمرأة الحامل لديها وزمات بالطرق الهوائية, ومواد التخدير من الممكن أن تعبر المشيمة وتحدث تثبيطاً .
وعندما يفشل التخدير القطني بسبب مشاكل تشريحية بالعمود الفقري أو ممناعة لتأثير المخدرات الموضعية, أو سوء تقدير الجرعة من طبيب التخدير أو الدواء غير الفعال نقوم بإجراءات لإنقاذ فشل التخدير القطني ونحاول قدر الإمكان الابتعاد عن التحذير العام.
عزف عن التخدير والأول اختصاص الجلدية للمردود المادي
تم تكريم الدكتورة منى عباس أستاذة في جامعة دمشق لسنوات عملها بالتخدير, ردت سبب الأعراض عن اختصاص التخدير إلى أن المخدر لا يأخذ حقه المادي, وأشارت إلى ما يتم ملاحظته من ظهور عيادات الألم للهروب من العمل بالمشافي الخاصة التي تبتزهم. وأضافت : بشكل عام لسنا مغدورين بالقطاع العام فيما الغبن الكبير بالمشافي في الخاصة, رغم وجود قانون يحدد 40% للمخدر من وحدة العمل الجراحي لكنه لا يطبق, وهناك من لا يأخذ واستدركت متسائلة: لماذا أصبح اختصاص الجلدية رقم واحد بالطلب عليه, كاشفة أن عمليات التجميل والبوتوكس والحقن مدرة للمال. ولا يمكن جذب الخريجين الجدد إلى اختصاص التخدير إذا لم يحصلوا على حقوقهم المادية بالقطاع الخاص. مع أملنا بعودة الأمن والأمان إلى بلدنا وانتهاء الحرب.
هل سيحارب أطباء العصبية اختصاص تدبير الألم؟
إذا كان هناك تراجع بالتوجه إلى اختصاص التخدير عبر سنوات, فكيف سيكون حال اختصاص تدبير الألم الحديث, الذي لم ينطلق بانتظار وصول أجهزة الأيكو الخاصة به إلى المشافي بعد مناقصة لوزارة الصحة هل هناك من يواجهه من أطباء العصبية لمحاربته قبل انتشاره أم سنشهد انتشار عيادات تدبير الألم ودخول أجهزة الأيكو الخاصة به إلى المشافي لإجراء عمليات جراحية بالتخدير الموضعي عبر حصر العصب لا تحتاج لتخدير عام؟
الطب أخلاق قبل العلم
انهت الطبيبة سراب ذكرى اختصاص التخدير حديثاً وقد اختارته عن قناعة ورغبة, ولا هدف لها لتحقيق ثروة مادية من خلال اختصاصها لأن الطب برأيها أخلاق قبل أن يكون علماً مع قسم أبو قراط.
تخرجت بالأزمة والتحقت طبيبة مقيمة, ودخلت العمل الميداني في مشفى زاهي أزرق, اكتسبت خبرة عملية بأربع سنوات مع عمل متواصل دون كلل ومرت أيام لم تنم أو استمرت بالعمل على مدار الساعة ليومين لمتابعة الحالات الإسعافية للجرحى, وليس الحالات الباردة قالت د. ذكرى: كثيرة هي الحالات التي كان ميؤس منها ولكن فرحتنا لا توصف عند تجاوز مرحلة الخطر وعودة الحياة, طبيب التخدير هو طبيب. داخلية إضافة إلى التخدير, نحضر بالعمليات الباردة إضبارة كاملة للمريض لإجراء عمل جراحي, ولكل مريض خصوصيته .
مهمة طبيب التخدير إنعاش كل الوظائف الحيوية
تطرقت الدكتورة نجوى رقماني رئيسة شعبة التخدير في مشفى الأسد الجامعي إلى أهمية المؤتمرات لأطباء التخدير, كونها فرصة للنقاش والحوار وتبادل المستجدات التي تم الاطلاع عليها خلال العام والتطبيقات التي قاموا بها.
قالت: خلال الجلسة العلمية كانت المحاضرات منوعة وغنية, عن السوائل, سواء تدبير السوائل بفترة ما قبل العمل الجراحي أو في العناية المشددة الجراحية, وطبيب التخدير يقوم بتقييم حالة المريض قبل العمل الجراحي وتحديد نسبة الخطورة والتحضير للعمل الجراحي واختصاص تخدير وإنعاش, ليس المقصود بالإنعاش هو أن نعمل على أن يصحو المريض, إنما إنعاش كل الوظائف الحيوية والاهتمام والعناية اللازمة قبل العمل الجراحي وبعده.
هل ما نقرأه بكتب الطب نطبقه عملياً؟
الطبيب ميسم سلامة, مقيم سنة ثانية في مشفى الباسل بطرطوس وهو خريج الولايات المتحدة الأمريكية تساءل هل ما نقرأه بكتب الطب نطبقه عملياً؟ أضاف : نفتقر للمواد والأجهزة الحديثة والأدوية الحديثة بسبب الأزمة والحصار نحن بحاجة لتجديد المنافس القديمة وإلى أدوية حديثة متطورة وإلى مباخر حديثة: لكن كشاب استفدت من هذا المؤتمر, وتفاءلت بوجود أساتذة يمتلكون الخبرة والعلم مع الأمل بإمكانية التطوير, علماً أن الدافع المادي قد يؤثر على تطوير مهارات وخبرات المخدرين, ولا تزال ممارسة التخدير بدائية نوعاً ما, وفق الإمكانات المتاحة, وهذا الاختصاص له مستقبل جيد.
معرض مرافق للمؤتمر ..
رافق المؤتمر معرض لشركات متخصصة بالأجهزة الطبية وشركات أدوية توقفنا مع مدير مبيعات شركة ( DATAMED ) باسل حماصنة خلال النقاش والحوار مع الأطباء المشاركين, وأكد أن هناك الكثير من العقود التي نفذتها الشركة مع وزارة الصحة وتم تزويدها بأجهزة, وهي من الشركات التي لم تتوقف عن توريد الأجهزة خلال الحرب والحصار, من الصين وتايوان إضافة لوكالة شركة برازيلية للتعقيم وقال: تأتي المشاركة بالمؤتمر مع الرابطة لمواكبة مسيرة دعم المجال العلمي, ولاطلاع الأطباء على كل جديد وتميزت الشركة بأنها أول من أقام مؤتمراً علمياً العام الماضي حول التخدير والإنعاش بحضور أربعة علماء بالتخدير الناجي على مدرج كلية الطب بجامعة دمشق وأضاف: قمنا بورشة عمل داخل القاعة مع الدكتور مازن عرابي الذي أشرف على تجربة عن التخدير الناجي وحصار العصب من خلال جهاز ايكو حديث وهو جهاز حصار الأعصاب لتدبير الألم ونسعى لانتشاره, ونتوقع قطف الثمار هذا العام مع وجود مناقصات بوزارة الصحة بعدما أصبح لديها المعلومات والفكرة فيما أكد المهندس أحمد غزولة من شركة محمد عكاش للتجارة أهمية المؤتمرات للتواصل مع الأطباء من كل المحافظات مع تعذر الوصول إليهم لظروف الحرب. وأشار إلى تخصص المؤتمر بالتخدير فرضت وجود وعرض تجهيزات تمت بصلة للتخدير تقنيات ايكو غرافيك, إيكو عام يوجد فيه تقنية وخيار يخص طبيب التخدير بعملية تسكين الألم وحصار الأعصاب للسيطرة على العصب ونقل مادة كيميائية بشكل دقيق وأسرع لطبيب التخدير.
وداد إبراهيم – أميرة منصور