الوحدة 16-2-2023
اللاذقية-سانا
أثبت عناصر وحدة إطفاء جبلة أنهم بالفعل الجنود المجهولون الذين يعملون بصمت ويعرضون أنفسهم لخطر الموت في سبيل إنقاذ حياة الآخرين، حيث تواجدوا في كل مكان لإنقاذ الأحياء وانتشال الضحايا بعد كارثة الزلزال التي تعرضت لها البلاد.
ما إن وقعت الكارثة حتى هب جميع عناصر الوحدة الـ 6، الورديات المداومة والمعطلة، ليضعوا أنفسهم في خدمة الإنقاذ ويتوزعوا على مختلف المواقع المتهدمة أو الآيلة للسقوط في أحياء الفيض والغزالات والعسيلية وبستان الباشا وغيرها من المواقع.
الرائد إياد محمد قائد الوحدة أكد أن عمل العناصر كان ضمن الإمكانيات المتاحة التي شملت مقص هيدروليك ومطرقة وسيارات ذات سلالم وروافع استخدمت في إنقاذ الأحياء وانتشال الجثث، مشيراً إلى أن العناصر حتى هذه اللحظة لا يزالون في حالة استنفار في ضوء وجود أبنية آيلة للسقوط تهدد السلامة العامة والأبنية المجاورة قبل أن يتم هدمها.
قال الرائد محمد لمراسل سانا: “توجهت بسيارة الإنقاذ الرافعة إلى موقع العسيلية بناء على بلاغ بوجود بناء آيل للسقوط بداخله عائلة محاصرة مكونة من أب وأم وطفل صغير، فوضعنا الرافعة بشكل مناسب خوفاً من سقوط البناء عليها وعملنا بطريقة المناورة والتقديم والرجوع حتى استطعنا سحب طفل لإسعافه، ثم عادت الرافعة للمناورة وإنقاذ المرأة التي أخبرتنا أن زوجها بالداخل تحت الردم ولا يزال حياً فقام العناصر بالدخول والمخاطرة بأنفسهم من احتمال سقوط البناء عليهم ورفع الردم عن الرجل في عمل استغرق مدة ثلاث ساعات حتى إنقاذه”.
وأضاف: “في البناء الذي انهار في شارع الغزالات نشب حريق في مستودع تابع للهلال الأحمر في الطابق السفلي، وكان إخماده صعباً بسبب الركام وقمنا بإحداث فتحة في الركام للوصول إلى الحريق وإطفائه خوفاً من تسرب الدخان إلى الأحياء وموتهم اختناقاً”.
الإطفائي علاء إبراهيم بين أنه حضر من قريته البعيدة بعد حدوث الزلزال مباشرة وقبل بزوغ الضوء، متوجهاً إلى موقع الغزالات وأثناء إخماد الحريق سمع استغاثة امرأة مسنة فتوجه مع بعض العناصر إلى مصدر الصوت، حيث تم البحث عنها وإنقاذها ونقلها إلى سيارات الإسعاف.
وأضاف إبراهيم: “جاء بلاغ بوجود أحياء في بلدة عين العروس تحت الأنقاض، حيث اتجهنا إلى هناك ووجدنا عناصر من الجيش تقوم بالإنقاذ وكان البناء متهدماً وتم فتح مساحة طولانية وقمنا بإزالة الأنقاض للوصول إلى المكان المطلوب ووجدنا طفلين بصحة جيدة، قمنا بإخراج الأول ونقله إلى الخارج ثم تابعنا العمل وأخرجنا الطفل الثاني، في حين كان الأب والأم فارقا الحياة فأخرجنا جثتيهما”.
بينما لفت الإطفائي الأخضر العربي عجمية إلى أنه توجه إلى موقع الفيض وقام بإنقاذ طفلة من تحت الأنقاض بعد تقطيع الحديد وهدم جزء من السقف، مشيراً إلى أنه تحدث مع الطفلة لتحديد موقعها بالضبط وأفضل طريقة متاحة للوصول إليها، وتم سحبها بطريقة احترافية باستخدام جهاز قطع هيدروليكي بمساعدة العناصر والمدنيين.