مزارعو القمح في الحفة: ارتفاع تكاليف مستلزمات العملية الزراعية يفاقم معاناتنا.. ومطالبة بضرورة تأمينها
الوحدة 9-2-2023
لا يختلف لسان حال مزارعي القمح هذا العام عن الأعوام السابقة فمعاناتهم تتكرر لاسيما من حيث قلة مستلزمات العملية الزراعية وعدم توفرها بالكميات والأوقات المناسبة، إلى جانب ارتفاع أسعارها التي باتت تشكل عبئاً وحملاً ثقيلاً تفوق قدرة أغلب مزارعي القمح لاسيما أسعار الأسمدة التي تضاعفت بشكل كبير مقارنة بالأعوام السابقة، بالإضافة إلى أسعار المحروقات والتي أدت إلى ارتفاع أجور الحراثة لتفوق ٥٠ ألف ليرة للدونم الواحد كل ذلك وغيرها من الأمور التي جعلت المزارع اليوم يتكبد أعباء مالية كبيرة قد لاتغطيها إنتاجية محصوله للعام الحالي، خاصة في ظل قلة الأمطار هذا العام وعدم كفاية كميات الأسمدة والمازوت الموزعة للفلاحين بالسعر المدعوم. وخلال لقائنا مع عدد من المزارعين طغى حديثهم حول المعاناة الشديدة التي يواجهونها جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم قدرة الكثيرين على مجاراتها وتأمينها، بالإضافة إلى عدم كفاية الكميات المخصصة من مادة الأسمدة والتي تم تحديدها ب ٣ كيلو للدونم الواحد، لافتين إلى أن حاجة أراضيهم من مادة الأسمدة تفوق ١٠ كغ للدونم الواحد ليكون مردود الإنتاج بما يتناسب بالجودة مع جهد الفلاح وتعبه على مدار العام، حيث لفت المزارع عماد حسن رئيس جمعية ليفين إلى ضرورة تأمين مستلزمات محصول القمح بالقدر الكافي الذي يلبي الاحتياجات للحصول على إنتاج جيد خاصة لجهة المحروقات والأسمدة، مبيناً بأن محصول القمح من المحاصيل الرئيسية لقرى ريف الحفة، وأضاف بأن تحديد ٣ أو ٤كغ من مادة الأسمدة لاتمثل ربع احتياجات الدونم منها خاصة أن أغلب أراضينا فقيرة وتحتاج كمعدل وسطي لأكثر من ١٠كغ للدونم الواحد لتعطي محصولاً جيداً، مشيراً إلى أن قلة الأسمدة ستنعكس سلباً على إنتاجنا بالإضافة إلى أن قلة الكميات المخصصة من المازوت الزراعي والتي تم توزيعها بمعدل ٤لتر للدونم الواحد وارتفاع سعر المادة بالسوق السوداء ساهم في رفع أجور الحراثة ليتجاوز سعر حراثة الدونم ٥٠ ألفاً مما يحمّل المزارع أعباء وتكاليف باهظة. كما طالب المزارع يوسف سليم بضرورة تأمين قروض تشجيعية موسمية بدون فوائد وبشروط ميسرة للفلاحين تسدد من الموسم ليتاح للمزارع تأمين كافة خدمات العملية الزراعية، ولفت أيضاً إلى صدور قرار بتوزيع الدفعة الأولى من مادة الأسمدة (اليوريا) لكن ٧٠%من مزارعي القمح لم يستلموا مخصصاتهم من المادة حتى الآن، كما نوه بأن مادة المازوت التي تم توزيعها غير صالحة للآليات الزراعية وتم استخدامها للتدفئة، مؤكداً على ضرورة توزيع الأسمدة خلال شهر شباط لتساعد على نمو المحصول بشكل جيد. من جهته رئيس الرابطة الفلاحية بالحفة رفيق مرقبي أشار إلى أنه تم البدء بتوزيع الدفعة الثانية من مادة الأسمدة (صنف اليوريا) بمعدل ٣كيلو لكل دونم وتم مسبقاً تزويد الفلاحين بصنف نترات ٢٦ لتغطية محصول القمح حسب الكميات المتاحة، وأشار إلى أن الكميات المخصصةمن الأسمدة غير كافية كون معظم قرى زراعة القمح في الحفة جبلية وأراضيها فقيرة وتحتاج ل٢٥ كيلو من كافة أنواع الأسمدة لإنتاج موسم جيد يتناسب مع تكاليف الإنتاج، مضيفاً أنه تم أيضاً تزويد المزارعين بمادة المحروقات الزراعية بمعدل ٤لتر للدونم بالسعر المدعوم حيث بلغت نسبة تغطية المنطقة من المادة٩٠%. وبين مرقبي بأن المساحة الإجمالية لزراعة القمح على مستوى منطقة الحفة بلغت ٢٠ألف دونم مؤكداً على أن توفير الأسمدة في الوقت الحالي له دور كبير في تحسين نمو المحصول ورفع جودته وإنتاجيته بما يتناسب مع جهد الفلاح ويخفف الأعباء والتكاليف.
داليا حسن