الوحدة : 5-2-2023
يبدو أننا محكومون بانتظار وترقُّب فلتان الأسعار كل مادة على حِدة، بالأمس القريب جنّت أسعار التبوغ الوطنية ولاقت صدى الاستغراب والتعجّب مما يجري حول هذه (السلعة) الوطنية، وقبلها بقليل تربّعت أسعار البيض على أحلام الفقراء، حيث كانت هذه المادة الملجأ والظلّ الحنون للكثير من العوائل التي لم يعد بمقدورها الاتكال على وجبة غذائية واحدة بظل الراتب القابع في جبّ عميق، وقد زاد الطين بلّة عندما فاقت الأحوال اليوم على ارتفاع جديد لأسعار الألبان المُنتج الناصع، حيث برّر ذلك سابقاً فقدان الوقود وبكاء التجار على صعوبة نقل المادّة من القرى وكيفية تأمين المحروقات بالسعر الخرافي، لكن الغريب بالأمر اليوم أن أوضاع الوقود والطاقة آخذة بالارتياح على كافة المستويات وكان من الطبيعي على الأقل بقاء الأسعار على حالها، كما أن البساط الربيعي الأخضر يكلّل كافة المراعي القريبة والبعيدة وهذا دعم وسبب آخر لاستقرار أسعار الألبان وهنا تكمن الاستفسارات، فهل الغيرة والعدوى من المواد الأخرى الملتهبة هي ما يدفع السلع المطلوبة يومياً لحصار الناس والعمل على تقليل فرصهم بالبقاء في جو من الطمأنينة ؟
لقد آن الأوان لوضع حدّ لهذا الفلتان، آن أوان الخروج من خلف المكاتب والوقوف بحزم إلى جانب الشريحة الأخيرة الباقية.
سليمان حسين