الوحدة : 5-2-2023
حكاية إبداع متأصلة في الأدب و الشعر، فاضت في وجدان السوريين عبر الماضي و ما تزال، إبداع مشبع بالإيمان بوطن شامخ موغل في التاريخ، والحضارة والرقي فكراً و عملاً، شعب له من الإباء و الرفعة و البطولة أيّما نصيب.
في حضرة بوح الأديب و الشاعر والصحفي الزميل الدكتور مالك الرفاعي يصبح الوطن أيقونة من حروف خالدة.. ولحناً شعرياً لا يخبو.
في محطة إبداع جديدة، نال الدكتور مالك الرفاعي جائزة “مؤسسة مبدعون من أجل وطن”، تثميناً عالياً لرسالة هذا المبدع الوطنية والإنسانية.
إذ شارك بقصيدة مؤلفة من خمسة عشر بيتاً شعرياً وطنياً إنسانياً حملت العنوان:
(رأدُ الشآم ) :
أرِجَتْ بذوبِ النورِ وأتَلَقتْ يدي
لمَّا هَمَمتُ لأقطُفَ الشفقَ النَّدي
وأصوغَهُ وشياً دمشقيَّ الرؤى
من أمسِ ماضيها الجميلِ إلى الغدِ
وطنٌ – على اسمِ اللهِ – مركزُ سرِّهِ
أزليُّهُ متأبدٌ في السَّرمدي
وتأرَّختْ كلُّ الحضارةِ باسمهِ
وتجغرَفت باللّامدى المتوحّدِ
وجهاتُها السبعُ اختُصِرنَ بوجههِ
مثلَ النجومِ الهائماتِ بفرقدِ
تتواءَمُ الأطيافُ حلمَ حقيقةٍ
فإذا الكنيسةُ صورةٌ عن مسجدِ
لا دينَ إلّا الحبُّ تُشرِقُ ذاتُهُ
للطائفينَ العاكفينَ السُّجَّدِ
قَرأَنتُ توراةَ الهُدى مُتأنجلاً
من وحي دحيةَ في حراءِ مُحمَّدِ
يتأنسنُ الإنسانُ من أسرارها
وبغيرها متشيأً كالجلمدِ
في كلِّ نفسٍ هجسِ ساجعةِ الضُّحى
وبكلِّ بالٍ صوتُ كلِّ مغرّدِ
شاؤوكَ يا وطنَ السلامِ مُقسَّماً
والحبُّ لا يرضاكَ غيرَ موحّدِ
لو كانَ – غيرُ اللهِ – ربَّ محبّةٍ
لَعَبدتُهُ بتعقُّلٍ وتجرُّدِ
فالموتُ في وطني قيامةُ تُربهِ
ياروحُ ضمّي تُربهُ وتوسَّدي
شعبي بهِ قيمُ الجمالِ تَشعبّتْ
وتفرَّدتْ في حُسنهِ المتفرّدِ
في كلِّ وجهٍ من بَنيكِ غمامةٌ
تهمي على فجرِ الشآمِ الأرأَدِ
وعن مشاركة الدكتور مالك الرفاعي في المسابقة ونيله الجائزة قال: بعثت موجزَ قصيدةٍ عن الوطن، والانتماء والتسامح، وسرّانية الإنسان العربي، وجغرافية وزمكنة الأرض والموحى إلى جائزة “المبدعون” بعد أن قشرت عن كنهها غبار الالتباس والفوضى الشعرية، والهستيريا الشاعرية، والادعاء الشعري، وصورتها نسخة عما يجيش بخاطري، ويعتلج بداخلي، ويدور في خلدي، فكانت القصيدة وكان الفوز.
نور محمّد حاتم