الوحدة : 3-2-2023
يبحث المواطنون في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد عن حلول أو ملاذ آمن يعينهم في قضاء حوائجهم الأساسية المتعددة بأقل خسائر ممكنة، كون أغلبهم من ذوي الدخل المحدود الذي لا يكفيهم أجرهم الشهري كفاف يومهم، خاصة في ظل ما تشهده السوق من ارتفاع جنوني ويومي للأسعار وعلى مختلف المواد والسلع.
ومن الحلول التي قد يلجأ إليها البعض هي سحب قروض مالية من المصارف العامة فقد تكون رديفاً ومساعداً لهم في قضاء حوائجهم الأساسية، ومن تلك القروض ما طرحته مؤخراً مديرية المصارف العقارية من خلال ما يسمى القرض الشخصي والذي يبلغ سقفه الأعلى /١٠/ ملايين ل.س، الأمر الذي جعله بارقة أمل للكثيرين بواقع أفضل.
وبعد ورود عدة تساؤلات عن ماهية وكيفية منح هذا القرض توجهت ” الوحدة ” بالسؤال إلى مدير فرع تشرين باللاذقية الأستاذ باسم حسن حيث أفاد أن القرض الشخصي والذي تبلغ قيمته ١٠ ملايين ل.س يمنح لجميع العاملين في الدولة بصفة دائمة أو عقود ويمنح للمتقاعدين بشرط توطين رواتبهم لدى المصرف العقاري، كما لا يتجاوز القرض(٤٠٪) من الراتب للمقترض وللكفلاء وتبلغ فائدته (١٤,٥ ٪) إذا كان القرض لمدة خمس سنوات، و(١٥٪) إذا كان لمدة عشر سنوات، كما يشترط أن يكون الكفلاء من العاملين في الدولة وقائمين على رأس عملهم، ويتوجب على المقترض تقديم بيان راتب وصور هوية (للمقترض والكفلاء) وبراءات ذمة وبعدها يتقدم بطلب للحصول على القرض، كما يمنح القرض لأسر الشهداء من ذوي الدرجة الأولى (الزوجة – الأب – الأم – الأبناء البالغين فرادى أو مجتمعين) بفائدة مخفضة (١٪) عن نسبة الفائدة الأساسية، حيث يطلب إليهم إضافة للأوراق السابقة (بيان عائلي – وثيقة استشهاد يذكر فيها اسم الشخص الممنوحة له)، أما جرحى الوطن فيمنح لهم القرض بفائدة (١٢٪)، والأوراق المطلوبة منهم هي (بيان راتب – توطين رواتبهم لدى المصرف العقاري – كفلاء يغطي راتبهم القسط – صورة عن بطاقة جريح وطن)، وعن القسط الشهري للقرض قال حسن : إن القسط الشهري لقرض ١٠ ملايين ليرة لمدة خمس سنوات يبلغ /٢٣٥٢٨٣/ ل.س في حين يبلغ القسط الشهري للقرض لمدة سبع سنوات /١٩٢٢٩٦/ ل.س.
كما بيّن حسن أن عدد المقترضين منذ بداية فتح القرض في شهر تشرين الثاني من العام الفائت وحتى تاريخه لدى فرع تشرين بلغ /١٩٤/ قرضاً منهم /٧ / ذوي شهداء و/١/ جريح وطن .
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا القرض يلبي طموحات المواطنين في ظل الفائدة المرتفعة مقارنة بدخلهم..؟! حيث بإجراء عملية حساب بسيطة بين ما يسدده المقترض وما يتقاضاه فعلياً يكون هناك فارق يصل إلى أربعة ملايين ومئة وستة عشر ألفاً وتسعمائة وثمانون ليرة سورية ( وهي قيمة الفائدة) إذا كان القرض لمدة خمس سنوات، (وتشمل العملية الحسابية مبلغ القسط الشهري المسدد والبالغ / ٢٣٥٢٨٣/ مضروباً به عدد الأشهر /١٢/ ضرب مدة القرض (٥) سنوات) يكون المبلغ الإجمالي المسدد /١٤١١٦٩٨٠/ ل. س وبنفس العملية الحسابية لمدة سبع سنوات يكون المبلغ/ ١٦١٥٢٨٦٤/ ل. س، فهل هذا بالمبلغ اليسير والمساعد لذوي الدخل المحدود في هذه الظروف المعيشية الصعبة؟!
هنادي عيسى