الوحدة 2-2-2023
شاعرة عشقت لغتها، فأخذت تطوف حول حروفها، كي تنسج بإحساسها الخاص قصائدها، وترسلها لتطل علينا من خلال مرسال صباحاتنا ومساءاتنا، إنها الشاعرة اكتمال ديب التي صدرت لها حديثاً مجموعة شعرية بعنوان “بريد فراشة”، وكان لنا معها الحديث الآتي، إذ تقول: “بريد فراشة” هو الإصدار الشعري الثاني لي بعد مجموعتي الشعرية الأولى التي كانت بعنوان “على قيد وردة” حيث صدرت عام 2019، “بريد فراشة”، هو حصيلة جهد أدبي وشعري إبداعي تمخض عن عدد من القصائد واللوحات والمعايشات، التي تنوعت مواضيعها ما بين الوجداني والوطني والغزلي والاجتماعي، وهنا تكمن أهمية الشعر، وتتحدد وظيفته في كونه انعكاساً لهواجس الناس، وصخب الحياة بحلوها ومرها، بخيرها وشرها، بجمالها وقبحها، فالأدب عموماً يفقد الكثير من مصداقيته حين لا يكون نتاج الحياة، بكل تنوعها وأبعادها وجهاتها، وهي محاولة لتقديم نص شعري جميل ومختلف، بلغة حية نابضة بالجمال الذي هو غاية كل فعل إبداعي أو نتاج أدبي .. وهي تجربة صغيرة ضمن مسار طويل أطمح لتحقيقه عبر الكتابة الشعرية ونشر ما أستطيعه في هذا المجال. وعن مسيرتها الأدبية وتجربتها مع الكتابة تضيف: أحببتُ الكتابة منذ الصغر، استهوتني لغتي العربية، وبخاصة أنني نشأتُ في بيئة أحبت العلم والأدب وقدسته، احتضنتني منظمة طلائع البعث، وبعدها شبيبة الثورة، درستُ اللغة العربية، وحصلتُ على الإجازة، ومن ثم حصلتُ على دبلوم التأهيل التربوي، أخذتني الحياة بثقلها، ورغم ذلك لم تأخذني من الكتابة، فكان مولودي الأول “على قيد وردة” الذي أبصر نوره من دار طلاس في عام ٢٠١٩ والآن صدر ديواني الثاني من دار المرساة في اللاذقية، وقريباً سيقام حفل توقيعه في المركز الثقافي مع الأصدقاء، وأشقاء الحرف والنبض. وعن الجوانب الفنية والجمالية التي أرادت الوصول إليها من خلال عنوان “بريد فراشة” تتابع: “بريد فراشة” بريد الأرواح التي تتوه تحت قدميها الدروب وتتشابك الحكايات، وفراشة تتسكع وحيدة في براري الكلمات، راسمة ألف خارطة اشتياق للعشاق الصغار السائرين على دروب الاحتراق المقدس، وقد أضناهم وأثقل أحمالهم ثقل الانتظار، “بريد فراشة” إصرار على ارتكاب الجمال بأبهى تجلياته وتحولاته الإبداعية، هي رحلة فصول وطقوس تراتيل وصلوات في محراب اللغة والأبجدية، ومنظومة الخلق والإبداع، لوحات مشغولة بمداد القرنفل والياسمين والأحلام التي لا تنتهي. وفي نهاية الحديث أهدتنا الشاعرة هذه السطور، إذ تقول: “لماذا..” سأكتبُ… حرفاً غامضاً… يسألُ القصائدَ… عنك… لماذا… كلّ الحروف… بايعَت نبضَك… ومازالَ… العشقُ يصطفّ… طابورَ انتظار… لماذا… إن غابت… الحكايا… أصبح القلبُ… كتابَ عين… لماذا… إن خابت الوسائد… يعلنُ الحلمُ… عن بقايا غفوة… وصحوة قلب…
د. رفيف هلال